رغم تراجعه مؤخرًا.. الذهب أمام اختبار حاسم و«جميع الاحتمالات واردة»
انخفضت أسعار الذهب هذا الأسبوع إلى ما دون 4 آلاف دولار للأوقية، هابطة من مستويات قياسية خلال أكتوبر الماضي، عندما لامس السعر أعلى قمة على الإطلاق عند 4,400 دولارًا للأوقية.
واستقر المعدن الأصفر، اليوم الثلاثاء، عند 3,990 دولارًا للأوقية، بعد تذبذبه على مدى الأسبوع الجاري، غير أن الأسوق ما تزال متحفظة تجاه الاتجاهات المستقبلية، وتظل توقعات أسعار الذهب غامضة بعض الشيء.
ومع ذلك فهناك عدد من العوامل الواضحة التي أدت إلى انخفاض الذهب مؤخرًا، منها ما يتعلق بالعرض والطلب ومنها ما يعود إلى عوامل خارج السوق.
الصين تجبر الذهب على التراجع
أعلنت الصين يوم السبت الماضي، إلغاء الإعفاء الضريبي الممنوح لبعض تجار التجزئة على مبيعات الذهب. وقد أثرت هذه الخطوة سلبًا على توقعات الطلب ودفعت الأسعار إلى الهبوط، ولكن لا يزال من غير الواضح كيف سينعكس هذا الإجراء عالميًا.
انحسار التوترات التجارية
أحرزت المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تقدمًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، مما حد من شهية المستثمرين تجاه الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب والفضة وغيرهما من المعادن الثمينة.
ويقول سعد رحيم، كبير الاقتصاديين في مجموعة “ترافيجورا”: “إذا تمكنت أمريكا والصين من تجنب حرب تجارية، وتسارع نمو الاقتصاد الأمريكي، وتبددت المخاوف بشأن الدين الحكومي، فسوف ينعكس ذلك إيجابيًا على الدولار، وسلبيًا على الذهب.”
وأضاف: “مع ذلك، لا بد من الانتباه للانخفاضات والارتفاعات. قد يصل سعر الذهب إلى 5000 دولار، وقد يصل إلى 3500 دولار، مشيرًا إلى أنه لا يستبعد “احتمال حدوث تصحيحات سعرية قصيرة الأجل.”
الدولار ينهض من كبوته
العلاقة بين الذهب والدولار علاقة عكسية، أي أن كل منهما يصعد على حساب الآخر. ومع تحسن مؤشر الدولار صاعدًا لأعلى مستوى في 3 أشهر، فقد جعل ذلك السبائك المقومة بالعملة الخضراء أعلى تكلفة لحملة العملات الأخرى، وهو ما ولد ضغطًا هبوطيًا على المعدن النفيس.
تحفظ «الفيدرالي» بشأن خفض الفائدة
خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة الأسبوع الماضي للمرة الثانية هذا العام، لكن رئيسه جيروم باول قال إن خفضًا آخر هذا العام “ليس أمرًا محسومًا”.
وبما أن الذهب يزدهر في بيئة الفائدة المنخفضة، فإن عدم الخفض يحد بقوة من مكاسب المعدن الأصفر. ويرى مراقبو السوق الآن فرصة بنسبة 65% لخفض آخر لأسعار الفائدة في ديسمبر، بعد أن بلغت هذه النسبة أكثر من 90% قبل تصريحات باول.
أسابيع حاسمة
يقول المحلل في مجموعة سويسكوت المصرفية، كارلو ألبرتو دي كاسا: “الذهب يتماسك في منطقة 4,000 دولار، والأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة لفهم ما إذا كان هناك مجال لمزيد من الارتفاع أو التصحيح.”
وأضاف: “نشهد حاليًا ارتفاعًا في قيمة الدولار الأمريكي، وتراجعًا في التوقعات بخفض أسعار الفائدة في ديسمبر. كما أن عائدات الأسهم وسندات الخزانة ترتفع، وهذا يؤثر سلبًا على سعر الذهب.”
وقال محللون في “هيراوس” في مذكرة إن الذهب يواجه مقاومة بين 4000 و4050 دولارا، وقد تشهد الأسعار مزيدًا من الانخفاض إذا استمرت هذه المقاومة.
مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
