رئيس-“ائتمان-الصادرات”-لـ”اليوم”:-السعودية-محرك-رئيسي-للتنمية-بالعالم-الإسلامي

رئيس “ائتمان الصادرات” لـ”اليوم”: السعودية محرك رئيسي للتنمية بالعالم الإسلامي

المملكة مركز عالمي في التمويل والتأمين الإسلامي
استثماراتنا في التجارة البينية تجاوزت 57 مليار دولار
حجم الأعمال المؤمن عليها بلغ 54 مليار دولار عام 2024

أكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، الدكتور خالد يوسف خلف الله، أن المملكة أصبحت منصة محورية لقيادة التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية، مشيدًا بدورها في دعم التحول الرقمي والتمويل المستدام بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأوضح في حوار خاص مع «اليوم» على هامش الاجتماع السنوي الخامس عشر لاتحاد أمان 2025، الذي استضافه البنك الإسلامي للتنمية في جدة، أن انعقاد الحدث في المملكة يعكس مكانتها كعاصمة للاقتصاد الإسلامي ومقر للمؤسسات المالية الكبرى، مؤكدًا أن الدورة الحالية تركز على الابتكار والذكاء الاصطناعي والاستدامة كركائز لمستقبل التأمين الإسلامي.
بداية دكتور خالد، ما أبرز أهداف الاجتماع السنوي الخامس عشر لاتحاد أمان؟
الهدف الرئيس للاجتماع هو تعزيز التعاون وتبادل الخبرات لتقوية البنية التحتية لقطاع التأمين الائتماني في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.
ما يميز هذه الدورة هو تركيزها على دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات تقييم المخاطر وتطوير منتجات تأمينية متوافقة مع متغيرات المناخ والاستدامة.
هذه التوجهات تمكّن المؤسسات الأعضاء من رفع كفاءتها الفنية والتقنية، في انسجام تام مع رؤية المملكة 2030 التي تعزز التحول الرقمي وتمكين القطاعات المالية.
هذه النسخة تحمل طابعًا استراتيجيًا متطورًا، إذ تُعد نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر ابتكارًا واستدامة لقطاع التأمين الإسلامي.
انعقاد هذا الحدث في المملكة، وتحديدًا في جدة، له دلالات خاصة.. كيف ترون أهميته؟
انعقاده في جدة يحمل رمزية كبيرة، فهي المقر الرئيسي لمنظمة التعاون الإسلامي ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية، بما في ذلك مؤسستنا.
وجود الحدث في المملكة يُسهّل التنسيق بين المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، ويؤكد مكانة المملكة كمركز عالمي في التمويل والتأمين الإسلامي، كما يعكس البيئة الاقتصادية الديناميكية التي وفرتها المملكة عبر إصلاحاتها التشريعية والتنظيمية لتعزيز الاستثمار والتكامل الاقتصادي.

التقلبات الاقتصادية العالمية

ما أبرز الموضوعات التي يناقشها المؤتمر هذا العام؟
يركز المؤتمر على قضايا محورية مثل الذكاء الاصطناعي وإدارة المخاطر، وتوظيف البيانات الضخمة لتقييم المخاطر السياسية والائتمانية بدقة استباقية، بما يحد من الخسائر ويرفع كفاءة الاكتتاب.
كما يناقش المؤتمر إعادة هيكلة الديون وائتمان الصادرات في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، ويطرح حلولًا مبتكرة تمكّن المصدرين من دخول أسواق جديدة بأمان.
وحقق الاتحاد خلال الأعوام الماضية إنجازات ملموسة؛ إذ يضم اليوم 41 مؤسسة عضوًا، وبلغ حجم الأعمال المؤمن عليها 54 مليار دولار عام 2024، مع انخفاض نسبة الخسائر من أكثر من 50% إلى نحو 10% خلال العقد الماضي، وهو ما يعكس تطور القطاع ونجاح برامج التدريب والتعاون الفني بين الأعضاء.
كيف تصفون الدور الذي تلعبه المؤسسة في دعم التجارة البينية بين الدول الأعضاء؟
مؤسستنا تمثل شبكة أمان للتجارة والاستثمار في الدول الأعضاء، إذ نعمل على إزالة العقبات والمخاطر التجارية وغير التجارية التي قد تحد من حركة التجارة، من خلال حلول تأمينية متوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وبلغ إجمالي الأعمال المؤمن عليها منذ تأسيس المؤسسة 121 مليار دولار أمريكي، منها 57 مليار دولار في التجارة والاستثمار البيني بين دول منظمة التعاون الإسلامي، ما يعكس التزامنا بتعزيز التكامل الاقتصادي والتعاون التجاري بين الدول الإسلامية.


كيف أسهمت المؤسسة في تحفيز الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز ثقة المستثمرين؟
نعمل على توفير مظلة تأمينية شاملة ضد المخاطر السيادية وغير التجارية، مما يمنح المستثمرين والممولين ثقة في أسواق الدول الأعضاء.
نغطي المخاطر السيادية مثل التأميم، ومصادرة الأصول، وتعذر تحويل العملات، وخرق العقود، والنزاعات المدنية. هذه الحماية تشجع تدفق رؤوس الأموال والاستثمارات إلى الاقتصادات النامية.
وفي عام 2024 وحده، بلغت التزامات التأمين الجديدة 5.3 مليارات دولار بزيادة ملحوظة عن العام السابق، مما يؤكد دور المؤسسة كمحفز رئيسي لتدفقات الاستثمار الأجنبي.
كما أبرمنا خلال اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية لعام 2025 تسع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بقيمة تتجاوز 700 مليون دولار في قطاعات الأمن الغذائي والطاقة والنقل والبنية التحتية.
وجددنا التعاون مع الوكالة اليابانية لتأمين الصادرات والاستثمار (نيكسي) ووقعنا اتفاقية مع وكالة سينوشور الصينية لدعم الاستثمارات المشتركة. وفي المنطقة العربية، عقدنا شراكة مع شركة تكافل ليبيا لتطوير القدرات التأمينية ودعم المشروعات الاستثمارية بما يعزز الثقة في السوق الليبي.

الذكاء الاصطناعي والبيانات

ما أثر التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي على مستقبل التأمين وإدارة المخاطر؟
الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة أصبحا ضرورة استراتيجية لمستقبل القطاع، وليس مجرد خيار.
هذه التقنيات ستُحدث نقلة نوعية في ثلاثة محاور رئيسية:
أولًا: تحليل البيانات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بدقة عالية للتنبؤ بالمخاطر والأزمات قبل وقوعها.
ثانيًا: أتمتة عمليات الاكتتاب وتسوية المطالبات مما يسرّع الخدمات ويخفض التكاليف الإدارية.
ثالثًا: تصميم منتجات تأمينية مرنة ومخصصة لمواجهة المخاطر الحديثة مثل السيبرانية والمناخية.
وهذه التحولات ستجعل التأمين أكثر سهولة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزز استدامة القطاع وقدرته على مواكبة التحديات المستقبلية.


كيف تعكس استضافة المملكة لهذا الحدث دورها في دعم التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية؟
استضافة المملكة تؤكد ريادتها والتزامها التاريخي بدعم العمل الإسلامي المشترك، فهي ليست مركزًا اقتصاديًا فقط بل محرك رئيسي للتنمية المستدامة في العالم الإسلامي.
هذا الاجتماع يمثل منصة لتنسيق السياسات الاقتصادية والتجارية بين الدول الأعضاء، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتسريع تحقيق أهداف التجارة البينية.
كما تتيح الاستضافة للمشاركين الاطلاع على الفرص الاستثمارية الضخمة ضمن رؤية 2030، التي جعلت من المملكة قاطرة للنمو الإقليمي وجسرًا للتعاون الاقتصادي بين الشرق والغرب.

السوق المالية السعودية

ما أوجه التوافق بين أهداف اتحاد أمان ورؤية المملكة 2030؟
التوافق بينهما عميق واستراتيجي يرتكز على ثلاث ركائز مترابطة:
أولًا: دعم تنويع الاقتصاد وزيادة الصادرات غير النفطية عبر خدمات التأمين الائتماني التي تساعد المصدرين السعوديين على دخول أسواق جديدة بثقة.
ثانيًا: تطوير قطاع مالي متقدّم ومتنوّع، حيث يقدّم الاتحاد برامج تدريبية ومعرفية تعزز كفاءة القطاع التأميني وتزيد تنافسية السوق المالية السعودية.
ثالثًا: ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي واقتصادي عالمي عبر تسهيل حركة التجارة والاستثمار، مما يعزز موقعها كجسر اقتصادي بين الشرق والغرب.


أخيرًا.. ما دور الإعلام الاقتصادي في دعم ونشر الوعي بأهمية التأمين الائتماني؟
الإعلام الاقتصادي شريك أساسي في التنمية، إذ يسهم في نشر الوعي بثقافة التأمين الائتماني، خصوصًا لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تجهل أهميته في حماية أعمالها وتوسيع نشاطها.
الرسالة التي نؤكدها هي أن التأمين الائتماني ليس رفاهية، بل أداة استراتيجية لتعزيز الثقة في التجارة والاستثمار. والإعلام المتخصص له دور محوري في إيصال هذه الرسالة ودعم النمو الاقتصادي المستدام في العالم الإسلامي.

مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *