خطف وبتر أصابع.. لصوص البيتكوين يحولون حلم الثراء الرقمي إلى كابوس
مع صعود قيمة البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى فيما يعرف بسوق الكريبتو، أخذت الجرائم التي تستهدف الأثرياء منحنى جديدًا، إذ يعد الخطر مقصورًا على القرصنة الإلكترونية أو الابتزاز عبر الإنترنت، بل تحول إلى مجرمين يطرقون الأبواب ويخطفون الضحايا من منازلهم.
عنف مروع
في عالم العملات الرقمية الذي يتبارى أفراده في التباهي بثرواتهم الطائلة، وصور سياراتهم الفارهة، يطبق الآن صمت مخيف نتيجة العنف الدموي الذي اجتاح مجتمع المتداولين، حيث تحولت الثروة الرقمية من مصدر فخر إلى هدف للخطف والتعذيب، مذكرة الجميع بأن أقوى كلمة مرور في العالم لا تقف أمام سلاح مشهر.
ومن مانهاتن إلى باريس وسان فرانسيسكو، تنتشر تقارير عن عمليات اختطاف واعتداءات وبتر أصابع، كلها من أجل انتزاع كلمات مرور المحافظ الرقمية.
وبحسب إحدى قواعد البيانات، تم توثيق حوالي 60 هجمة من هذا النوع العام الحالي وحده، ويرجح المختصون أن الرقم الحقيقي أكبر بكثير، لأن الضحايا لا يبلغون عن هذه الجرائم.
صغار المتداولين ليسوا بمأمن
قد يتصور البعض أن هذه الهجمات تستهدف فقط “الحيتان” أو المستثمرين الكبار، إلا أن البيانات تكشف قصة مختلفة.
تقول ماري لين أورديكيان التي درست الظاهرة: “العديد من الضحايا كانوا من أصحاب مدخرات الطبقة المتوسطة في عالم العملات المشفرة، أي بضع آلاف أو عشرات الآلاف من الدولارات. هذا المبلغ، الذي قد يكون ثمرة سنوات من الادخار، أصبح كافيًا لجعلهم أهدافًا”.
وتتوقع شركة “سولاس جلوبال” للأمن أن يستهدف المجرمون في المستقبل بشكل متزايد أصحاب الثروات “الأصغر”، مع تشديد الأثرياء إجراءاتهم الأمنية.
الضحية السبب؟
المفارقة أن بذور هذا الخطر زرعها الضحايا أنفسهم، لا شك عن غير قصد. فقد غذت ثقافة الاستعراض على وسائل التواصل الاجتماعي، والمليئة بلقطات المحافظ وصور السلع الفاخرة، آلة البحث الخاصة بالمجرمين، ولم تعد عملية التعرف على الهدف معقدة.
هذا الخوف دفع إيريك لارشيفيك، الشريك المؤسس لشركة أمن العملات المشفرة “ليدجر”، إلى منع أفراد عائلته من نشر مقاطع على تيك توك أو إنستجرام، بعد أن تعرض شريكه للاختطاف في فرنسا، واحتجز مقابل فدية 10 ملايين يورو.
بنك متحرك
يكمن جوهر المشكلة في فلسفة العملات المشفرة القائمة على اللامركزية والمسؤولية الشخصية عن الأصول.
ويقول تشارلز فينفرك، ضابط (CIA) السابق ومؤسس شركة “فيجيلانس” الخاصة للاستخبارات والأمن: “إذا أجبر مهاجم شخصًا على تحويل أموال بنكية تحت التهديد، قد يلتزم البنك بتعويض الضحية. لكن في العملات المشفرة، أنت من يملك آلية التحويل بالكامل، هذا هو الفرق الأكبر وهذا ما يجعل الأمر خطيرًا للغاية. فغياب الوسيط الذي يمكنه التجميد أو التعويض يجعل عملية الاسترداد شبه مستحيلة.”
العبرة التي تعلمها الجميع الآن، من الأثرياء إلى أصحاب المدخرات المتوسطة، هي أن الأمان الرقمي والأمان الجسدي وجهان لعملة واحدة في النظام المالي الجديد. فلم يعد معنى الرفاهية هو اقتناء سيارة فاخرة، بل القدرة على العيش دون أن يعلم أحد أنك تملكها. لقد ولى عصر الاستعراض، وحل محله عصر التخفي، حيث أصبحت أفضل صورة للمحفظة الرقمية هي تلك التي لا يراها أحد.
مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
