هل-قتلت-رسوم-ترامب-الجمركية-اقتصاد-العولمة-حول-العالم؟

هل قتلت رسوم ترامب الجمركية اقتصاد العولمة حول العالم؟

قال مكتب رئاسة الوزراء البريطاني في داونينج ستريت إن العولمة لم تفشل فقط، بل انتهت تمامًا، في تصريح صادم صدر قبل أيام. لكن وفق ما نشرته صحيفة “ذا جارديان” البريطانية، فإن ما يحدث حاليًا لا يزال أشبه بتشريح جثة، أما الضحية الحقيقية فقد تكون الشعبوية الاقتصادية التي خنقتها سياسات “وول ستريت” معقل العولمة، فيما يبدو أن ما سُمّي “يوم التحرير” الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد يكون في الحقيقة يوم دفن العولمة.

إنكار رسمي لمحاولة إسقاط العولمة

وفي مواجهة هذا الواقع، يسارع مساعدو ترامب إلى التأكيد على أن هدف البيت الأبيض لم يكن مطلقًا ضرب العولمة، أو حتى حماية الاقتصاد الأمريكي من خلال الرسوم الجمركية، بل السعي لخفض الرسوم عالميًا ومعاقبة الصين على ممارساتها التجارية.
اقرأ أيضاً: بما فيها الصين.. ترامب: اتفاقات الرسوم الجمركية ستُبرم مع كل الدول

غير أن هذه التبريرات التي تروَّج إعلاميًا تفتقر للمصداقية، خاصة في ظل التصريحات المتكررة لترامب التي يمتدح فيها الرسوم الجمركية كوسيلة لزيادة الإيرادات العامة، ودعم قطاع التصنيع المحلي.

إعادة تشكيل التجارة العالمية.. مهمة انتحارية

تؤكد ذا جارديان أن الأسواق لم تحتمل محاولة ترامب لإعادة رسم خريطة التجارة العالمية بين عشية وضحاها، وهي الخطوة التي وصفها وزير الخزانة البريطاني السابق جيم أونيل بأنها “مهمة انتحارية شاملة”. إذ واجهت الأسواق اضطرابًا كبيرًا، تقلبات حادة، وغيابًا للاستقرار.
اقرأ أيضاً: «مورجان ستانلي»: أمريكا الأكثر تضرراً من تعريفات ترامب الجمركية

نزاع جمركي مع الصين هو الأعنف منذ قرن

تشير بيانات جامعة ييل إلى أن متوسط الرسوم الجمركية الفعلية بين الولايات المتحدة والصين بلغ 27%، وهو أعلى مستوى منذ عام 1903، ما يؤكد أن النزاع التجاري بين القوتين الاقتصاديّتين تجاوز مجرد خلاف تجاري إلى حرب اقتصادية شاملة.

تداعيات عميقة على النظام العالمي

أدى هذا النهج إلى إضعاف الثقة، وانتهاك القواعد التجارية المتفق عليها دوليًا، وتقويض درجة من الاستقرار السياسي كانت ضرورية لاستمرار نظام العولمة الذي يعتمد على سلاسل إمداد مترابطة عابرة للحدود. فالعولمة لم تكن مجرد تبادل للسلع والخدمات، بل منظومة متكاملة من المؤسسات والأفكار التي هيمنت على الاقتصاد العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

نهاية قيادة أمريكية دامت 80 عامًا

مع هذا التحول، يبدو أن الحقبة التي تولت فيها الولايات المتحدة قيادة النظام الاقتصادي العالمي، عبر تحالفات قائمة على الثقة والتبادل الحر، قد انتهت. ويشير المحللون إلى أننا نشهد اليوم ملامح نظام عالمي جديد أقل انفتاحًا وأكثر قومية.

كروجمان: ترامب دمّر أحد أعظم إنجازات أمريكا

علّق الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، بول كروجمان، قائلًا إن ترامب تراجع عن أحد أعمدة التجارة الأمريكية الحديثة، وهو “قانون اتفاقيات التجارة المتبادلة” الذي أُقر في عام 1934، وكتب: “لقد كان من أعظم إنجازات السياسة الأمريكية… وقد أحرق ترامب كل شيء”.

تصاعد القيود التجارية عالميًا بعد الأزمة المالية

منذ الأزمة المالية العالمية عام 2007-2008، شهد العالم تصاعدًا في الإجراءات المقيدة للتجارة مثل الرسوم، والضوابط غير الجمركية، وقيود الاستثمار. ففي عام 2024 وحده، فُرض أكثر من 3000 إجراء تجاري جديد، ما يُظهر تحوّلًا عالميًا نحو الحماية والانعزالية.

الأمن القومي حجة لفرض الرسوم

استغلت دول عديدة، بمختلف توجهاتها، ذريعة الأمن القومي لتبرير فرض رسوم جمركية صارمة، ووضع قيود على التجارة والاستثمار الأجنبي. كما ظهرت مصطلحات جديدة في الخطاب الاقتصادي مثل “الاقتراب الإقليمي” و”إعادة التموضع الجيوسياسي”، وهي مفاهيم تهدف إلى مواءمة سلاسل التوريد مع مصالح الدول الجيوسياسية.

مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *