الذهب يواصل التفوق في 2026.. كم سيبلغ سعر المعدن الأصفر العام المقبل؟

مع الوصول إلى منتصف ديسمبر 2025، أصبح الذهب على وشك إنهاء الشهر الأخير من السنة بمكاسب بنسبة 60%، وهو أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979.
وأصبح عام 2025 هو العام الثاني على التوالي الذي تتجاوز فيه مكاسب المعدن الأصفر عوائد الأسهم والسندات، مواصلاً تفوقه على السندات لمدة 10 سنوات متتالية.

استمرار التفوق

يقول راجات بهاتاشاريا، كبير استراتيجيي الاستثمار في بنك “ستاندرد تشارترد” البريطاني، إن الطلب القياسي على الذهب، مدفوعًا بالغموض الجيوسياسي والمخاوف بشأن تخفيف السياسات المالية عالميًا، قد رفع سعر المعدن النفيس بأكثر من 50% هذا العام، وبأكثر من 150% خلال السنوات الثلاث الماضية، مضيفًا أن لديه قناعة راسخة بأن الذهب سيتفوق على أداء الأسهم والسندات العالمية مجددًا في عام 2026.

وعلى الرغم من تزايد التوقعات باستمرار هذا الارتفاع حتى عام 2026 حيث أن ظروف السوق مواتية لارتفاع الأسعار، فإن المحللين يحاولون أيضًا عدم الإسراف في التفاؤل، ويتوقع بهاتاشاريا أن يبلغ متوسط أسعار الذهب 4500 دولار للأوقية خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.

توقعات أسعار الذهب 2026

في الوقت نفسه، يتزايد عدد المحللين الذين يتوقعون أن تصل أسعار الذهب إلى 5000 دولار للأوقية العام المقبل. ولكن ذلك لن يمثل إلا ارتفاعًا بنسبة 16%، وهو أقل بكثير من الارتفاع الذي شهده هذا العام، ومن نسبة 27% المتوقعة في عام 2024.
وأشار كارستن فريتش، محلل السلع في “كوميرز بنك” الألماني، إلى أن أسعار الذهب قد تضاعفت منذ فبراير 2024، لافتًا إلى أن وتيرة ارتفاع الذهب الحالية غير مستدامة. ويتوقع البنك الألماني أن ترتفع أسعار الذهب إلى 4400 دولار للأونصة العام المقبل.
أما شانتيل شيفن، رئيسة قسم الأبحاث في “كابيتالايت ريسيرش”، فلا تزال متفائلة بشأن الذهب حتى عام 2026، لكنها أضافت أن التشكيك في مساره وزخمه أمر صحي.
وقالت شيفن: “شهد الذهب عامين ممتازين، لذا من المنطقي التساؤل عما إذا كان هذا الزخم سيستمر. قد يكون الذهب في مرحلة فقاعة، لكن هذا لا يعني أنه سينفجر العام المقبل. ما زلنا نشهد تحولاً جذريًا في الأسواق المالية العالمية يدعم ارتفاع أسعار الذهب على المدى الطويل. أعتقد أننا قد نشهد بسهولة وصول سعر الذهب إلى 5000 دولار للأوقية في عام 2026.”

زخم إيجابي

في مقابلة مع موقع “كيتكو نيوز”، قال أكاش دوشي، كبير استراتيجيي الذهب في شركة “ستيت ستريت” لإدارة الاستثمار، إنه يتوقع أن تستقر أسعار الذهب بين 4400 دولار و4500 دولار للأوقية في العام المقبل، لكنه أضاف أن الزخم يميل نحو الجانب الصعودي.

وقال: “من الواضح تمامًا أن مستوى 3000 دولار أصبح هو المستوى الجديد لمستوى 2000 دولار، والآن بدأنا نرى مستوى 4000 دولار هو المستوى الجديد لمستوى 3000 دولار. ومع هذا الدعم القوي، أعتقد أن حركة الذهب التالية بنسبة 25% ستظل صعودية، وليست هبوطية.”
من جنب آخر قال مايكل ويدمر، رئيس قسم أبحاث المعادن في “بنك أوف أمريكا”، في ندوته السنوية عبر الإنترنت حول التوقعات، إن الارتفاعات الكبيرة في أسعار الذهب عادة ما تبلغ ذروتها فقط عندما تتلاشى العوامل الأساسية التي أدت في البداية إلى هذا الارتفاع، ولا تنتهي ببساطة بسبب ارتفاع الأسعار.
وتشير التوقعات الرسمية لـ “بنك أوف أمريكا” أن يبلغ متوسط سعر الذهب 4538 دولاراً للأوقية، وأن يصل السوق إلى مستوى قياسي يبلغ 5000 دولار في 2026.

البنوك المركزية ستواصل الطلب

منذ أواخر عام 2022، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرًا، مدعومة بطلب قوي من البنوك المركزية. وقد تدفق أكثر من 3000 طن من الذهب إلى الاحتياطيات العالمية الرسمية خلال السنوات الثلاث الماضية. ورغم أن الأرقام الرسمية لعام 2025 لم تُعتمد بعد، يتوقع محللو مجلس الذهب العالمي أن ترتفع احتياطيات البنوك المركزية من الذهب بين 750 و900 طن هذا العام.
وشهد عام 2025 علامة فارقة تاريخية في الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية، حيث تجاوزت الاحتياطيات الرسمية من الذهب حيازات سندات الخزانة الأمريكية. ووفقًا لـ”بنك أوف أمريكا”، يمثل الذهب حاليًا ما يقارب 15% من إجمالي احتياطيات البنوك المركزية. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن الاحتياطيات ستُستغل على النحو الأمثل بتخصيص متوسط للذهب يقارب 30%.
وعلى الرغم من أن طلب البنوك المركزية سيستمر في توفير حد أدنى لسوق الذهب، إلا أن بعض المحللين يقولون إن العام المقبل سيكون عام المستثمر الفردي.

وقالت شيفن إن تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة في العام المقبل، بالإضافة إلى التضخم المرتفع، ستدفع المزيد من المستثمرين إلى الخروج من السندات والتوجه نحو الذهب.
وتتوقع أن يلعب الذهب دورًا متزايد الأهمية كأداة لتنويع المحفظة الاستثمارية في عام 2026، حيث لا تزال أسواق الأسهم الأمريكية وأسعار السندات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا.
وقالت في تقرير توقعاتها لعام 2026: “إذا ظلت الارتباطات بين الأسهم والسندات مرتفعة تاريخيًا، فإن دور الذهب كأداة تنويع وتحوط ضد المخاطر يصبح أكثر أهمية مع سعي المستثمرين إلى إيجاد بدائل للمحافظ التقليدية 60/40 أو 70/30”.