لماذا تسود توقعات متشائمة لاقتصاد أمريكا في ولاية ترامب الثانية؟
بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولايته الجديدة وفق توجه اقتصادي حاكم وهو فرض التعريفات الجمركية على الحلفاء قبل الخصوم اعتقادًا منه أن ميزان التجارة لا يسير لصالح أمريكا بل يسير لصالح الآخرين وهو ما يستوجب تحركه الفعال لضبط هذا الخلل الذي يرى محللون إنه يفتقد إلى الدقة.
في هذا السياق، وجدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أنه رغم ذلك فليس الكل مستاء من قرارات ترامب وإن عددًا قليلًا من ناخبي ترامب لا يعبأون بالمستجدات التي لحقت بخطط تقاعدهم في عهده.
استراتيجية ترامب الأكثر ضرراً
لكن الناخبين آخرين، وجدوا مالم يتوقعوه وهو تحول الأمور إلى غير صالحهم ما جعلهم في حالة مفاجأة وصدمة بل وحتى إلى فزع بعدما اتضح أن استراتيجية ترامب للرسوم الجمركية أكثر إرباكًا وضررًا مما توقعه أي شخص تقريبًا عندما تولى ترامب منصبه قبل شهرين فقط.
أوضحت شركة “كابيتال إيكونوميكس” للتوقعات الاقتصادية في تحليلٍ لها: “تشير تعليقات الرئيس دونالد ترامب وأعضاء حكومته إلى أن التباطؤ الاقتصادي أو التراجع الحاد في سوق الأسهم لن يثني الإدارة عن مواصلة أجندتها السياسية القائمة على مبدأ أمريكا أولاً وهذا يشكل مخاطر سلبية على توقعاتنا”.
اقرأ أيضاً: اتجاه هبوطي في الدولار الأمريكي والمستثمرون يتخوفون من رسوم ترامب
تراجع عام لتقديرات عام 2025
اعتبر محللو “كابيتال إيكونوميكس” إن هذا التحول لا يطال قطاعًا بعينه بل يحدث في كافة مناحي الاقتصاد فــ”جولدمان ساكس” و”مورجان ستانلي” وغيرهما الكثير صاروا يخفضون تقديراتهم للنمو الاقتصادي لعام 2025 ويرفعون تقديراتهم للتضخم.
ويخفض محللو الأسهم تقديرات الأرباح وتوقعات أسعار الأسهم لعشرات الشركات الكبرى التي يُحتمل أن تتأثر برسوم ترامب الجمركية.
ضرر كبير بأرباح الشركات
ربما بدأت الشركات للتو تُدرك الضرر الذي سيُلحقه ترامب بأرباحها وقد حذّر محللو “سيتي بنك” بقولهم: “نشعر أن تأثيرات الرسوم الجمركية لا تنعكس بشكل جيد في توقعات الأرباح فقد نشهد موجة من الإعلانات المسبقة السلبية خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة”.
دخل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منطقة التصحيح في 13 مارس منخفضًا بنسبة 10.1% عن ذروته في 19 فبراير.
اقرأ أيضاً: رسوم ترامب تهز أسواق الأسهم الأمريكية وتدفعها إلى قاع جديد
ويقول متداولو وول ستريت بأن الرسوم البيانية تُظهر أسرع انكماشات في مؤشر ستاندرد آند بورز خلال الخمسة والسبعين عامًا الماضية بل ويُعدّ انحدار ترامب في عام 2025 خامس أسرع انكماش.
سوق الأسهم الأمريكية
لا يمثل سوق الأسهم صورة الاقتصاد الحقيقي بل ينعكس الاقتصاد فيما يشعر به المواطنون العاديون الذين ساعدوا ترامب في الفوز بولاية ثانية العام الماضي ومقدار تحسنٍ أحوالهم.
أظهر أحدث استطلاع رأي للمستهلكين أجرته جامعة ميشيجان أن معنويات المستهلكين وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2022 عندما كان اقتصاد بايدن على وشك بلوغ ذروة صدمة التضخم ما يجعل الحادث الآن الانخفاض الشهري الثالث على التوالي.
ويتزامن انخفاض الثقة بوضوح مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
قلق الجمهوريين من ترامب
شعر الجمهوريون بتفاؤل غير معتاد منذ فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية العام الماضي لكن ثقتهم تتراجع الآن في استطلاع ميشيجان بينما المستقلون أكثر تشاؤمًا بكثير مما كانوا عليه قبل بضعة أشهر فقط أما الديمقراطيون ففي حالة يأس تام.
اعتمد ترامب وفريقه الاقتصادي نهجًا لا ربح فيه ولا ألم، مشيرين إلى ضرورة اتخاذ بعض الإجراءات التصحيحية لتحقيق نمو أقوى لاحقًا.
لكن التوقعات المستقبلية تتجه نحو الأسوأ حيث يتوقع المشاركون في استطلاع ميشيجان أن يرتفع التضخم الذي يبلغ حاليًا 2.8% فقط إلى 4.9% سنويًا في أسوأ توقعات التضخم منذ عام 1991.
تُزيد رسوم ترامب الجمركية من تكلفة الواردات والعديد من المنتجات المحلية ومن المنطقي أن يتوقع المستهلكون أن يتحملوا التكلفة في النهاية.
مخاوف الرسوم الجمركية
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنالد فقد يحتاج ترامب إلى سيناريو جديد لأن الأمريكيين صاروا لا يصدقون فكرة أن الرسوم الجمركية ستُحقق فوائد سحرية في المستقبل بل إن الأمر ذهب إلى حد قول الخبير الاقتصادي ديفيد روزنبرج من مركز “روزنبرج” للأبحاث بأن “رسالة واشنطن صارت معاناة قصيرة الأمد تمتد إلى معاناة طويلة الأمد.. إنها تجربة جديدة للأمريكيين أن يشاهدوا رئيسًا جديدًا يُخرّب الاقتصاد عمدًا خلال أسابيعه الأولى في منصبه.. فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية العام الماضي إلى حد كبير، لأن الناخبين اعتقدوا أنه سيُحسّن أداءه في خفض التضخم وتعزيز الرخاء مقارنةً بأي بسجل الرئيس جو بايدن”.
وعندما تولى ترامب منصبه، كانت نسبة تأييده للاقتصاد أعلى من 50% بشكل عام وفي استطلاع حديث أجرته جامعة كوينيبياك انخفضت هذه النسبة إلى 41%.
مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.