سيتي سكيب يكشف مستقبل السكن السعودي

مشاريع ضخمة تعيد تشكيل مفهوم السكن التقليدي

تشريعات حديثة وتحوّل نوعي في أنماط العيش

يشهد قطاع الإسكان في السعودية تحوّلًا نوعيًا، يعيد رسم شكل السكن وأنماطه، بعد عقود كان فيها المنزل التقليدي (الفيلا) هو النموذج الأكثر حضورًا في الوعي العمراني والاجتماعي.
ومع توسّع المدن، وتغيّر أنماط الحياة، وتقدّم التشريعات والتنظيمات، برزت خيارات سكنية حديثة تتمثل في المجتمعات السكنية المتكاملة، والشقق العصرية، والإسكان العمودي، التي باتت جزءًا أساسيًا من المشهد الحضري السعودي.
وقد كشف معرض “سيتي سكيب” العالمي 2025 الذي بعد أكبر منصة عقارية عالماً، عن هذا التحوّل بشكل جليّ، من خلال المشاريع الضخمة التي قدمت نماذج جديدة، تراعي احتياجات الأسر السعودية ووتيرة النمو السكاني والتوسع العمراني.
الفلل التقليدية… بين الأصالة والتحديات
ورغم حفاظ الفلل التقليدية على مكانتها لدى شريحة واسعة من الأسر، فإن تغيّر نمط المدن وارتفاع تكلفة الأراضي، وزيادة الاعتماد على الخدمات الحضرية جعلا هذا النموذج أكثر تحديًا، إذ لم يعد الخيار الوحيد، خاصة للأسر الصغيرة وللجيل الجديد الذي يبحث عن خيارات أكثر مرونة وقربًا من مراكز الحياة.
المجتمعات السكنية الحديثة… بيئة متكاملة
وبدأت المجتمعات السكنية الحديثة في اكتساب حضور قوي، لما توفره من بيئة منظمة ومرافق مشتركة وخدمات يومية، ومسارات مهيأة للمشي والترفيه والأمان. وقد ركزت مشاريع “سيتي سكيب” على هذا النموذج الذي يجمع بين جودة الحياة وتنظيم المجال العمراني.
الشقق المتكاملة… حلول عملية
كما أصبحت الشقق العصرية خيارًا متزايدًا، نتيجة قربها من مراكز الأعمال والخدمات، وتكلفتها الأقل، وتطور تصاميمها التي تراعي الخصوصية والراحة وسهولة الصيانة. وتُعد الشقق اليوم أحد أكثر الخيارات نموًا في الرياض وجدة والدمام، وفق الاتجاهات التي أظهرها المعرض.
الإسكان العمودي… جزء من هوية المدن المستقبلية
أما الإسكان العمودي — عبر الأبراج السكنية والمباني العالية — فقد أصبح جزءًا أساسيًا من الهوية العمرانية الجديدة للمملكة، حيث يتيح استغلالًا أفضل للمساحات، ويرتبط مباشرة بمجالات النقل الحديث، وتخطيط المدن الذكية، ومعايير الاستدامة.
دور التشريعات… تعزيز جودة السكن وتنوع الخيارات
ولم يكن هذا التحول ليبرز بهذا الوضوح لولا مجموعة من التنظيمات والأنظمة، التي أطلقتها الدولة في السنوات الأخيرة، مثل نظام التسجيل العيني للعقار، ولائحة فرز الوحدات العقارية، ونظام الملكية المشتركة، والتطور الكبير في منظومة التمويل السكني. وقد أسهمت هذه التشريعات في رفع جودة المشاريع، وزيادة ثقة المستفيدين، وتسهيل انتقالهم بين النماذج السكنية المختلفة.
سيتي سكيب… منصة تكشف مستقبل المدن السعودية
وأظهرت المشاريع التي قُدمت في “سيتي سكيب” هذا العام توجهًا واضحًا نحو تطوير مدن أكثر استدامة وتنظيمًا، تتكامل فيها أنماط السكن المختلفة وفق احتياجات المجتمع. وأبرز المعرض رؤية عمرانية جديدة تُراعي المساحات الخضراء، وكفاءة الحركة، والخدمات المجتمعية، ومعايير جودة الحياة.
ويؤكد التحول من السكن التقليدي إلى النماذج الحديثة، أنه يمثل تغيرًا في فلسفة العيش، مدفوعًا بالتوسع الحضري والتشريعات الجديدة وتنوع المنتجات.
ومع استمرار المشاريع الضخمة التي تعرضها الجهات الحكومية والقطاع الخاص في “سيتي سكيب”، يتجه القطاع السكني في السعودية نحو مرحلة أكثر نضجًا وتنوعًا، ترسم ملامح مدن حديثة تتوافق مع تطلعات المجتمع ومستهدفات رؤية المملكة 2030.