الصين تحاول جذب المستثمرين وسط تصاعد التوترات التجارية مع واشنطن

أكد نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، هي ليفنغ، لقادة الأعمال الأجانب، أن بكين ستواصل فتح أسواقها أمام الشركات العالمية، وتُرحب بالمزيد من الاستثمارات من قبل الشركات متعددة الجنسيات، وذلك وفقًا لبيان صادر عن وزارة التجارة الصينية، نقلته شبكة CNBC الأمريكية.

وجاءت التصريحات خلال اجتماع عُقد يوم الأحد، جمع المسؤول الصيني بكبار التنفيذيين من شركات مثل أبل، فايزر، ماستركارد، إيلي ليلي، وغيرها من الشركات الدولية.

الصين: الاقتصاد مرن والانفتاح مستمر
أكد هي ليفنغ خلال الاجتماع أن الاقتصاد الصيني يتمتع بالمرونة والحيوية، مشيرًا إلى التزام بكين بمواصلة توسيع نطاق انفتاح الأسواق، وتحسين بيئة الأعمال، وتشجيع الشركات متعددة الجنسيات على تعزيز استثماراتها في الصين.
وفي السياق ذاته، يزور السيناتور الجمهوري الأمريكي ستيف داينز العاصمة الصينية لحضور منتدى التنمية الصيني الذي انطلق يوم الأحد.
بكين تسعى لتعزيز الاستثمار الأجنبي
تسعى الصين إلى اجتذاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في وقت يُعاني فيه اقتصادها من تباطؤ في الاستهلاك المحلي واستمرار تراجع سوق العقارات، بينما تُعد الصادرات نقطة الضوء الأبرز في ظل هذا التباطؤ.
اقرأ أيضاً: الصين تحاول حماية اقتصادها في فترة ولاية ترامب الثانية
لكن تلك الصادرات تواجه تهديدًا متصاعدًا جراء الرسوم الجمركية الأمريكية، ما يُشكل تحديًا إضافيًا أمام ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
دعوة صينية لمواجهة “التفتت الاقتصادي”
في افتتاح منتدى الأعمال الذي يمتد ليومين، دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ الدول إلى فتح أسواقها بدلًا من الانخراط في تفتت اقتصادي متزايد، وحث رواد الأعمال على أن يكونوا “مدافعين ومروجين أقوياء للعولمة”.
وكشف مجلس الدولة الشهر الماضي عن خطة عمل جديدة تهدف إلى جذب الاستثمار الأجنبي، من بينها إزالة بعض القيود على الاستثمار في قطاع التصنيع، وتسهيل عمليات الاندماج والاستحواذ التي تقوم بها الصناديق الأجنبية داخل الصين.
تعريفات ترامب تعمق الأزمة
في تطور جديد، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة بنسبة 20% على السلع الصينية، ردًا على ما وصفه بـ”الدور المزعوم” لبكين في تجارة الفنتانيل غير المشروعة.
اقرأ أيضاً: هل تتفوق الأسهم الصينية على نظيرتها الأمريكية في 2025؟
ومن المتوقع أن تُنهي إدارة ترامب بحلول الأول من أبريل مراجعةً شاملة لمدى التزام الصين بالاتفاق التجاري الذي وُقّع بين البلدين خلال ولايته الأولى.
الصين تحذر من التصعيد وتتمسك بالتعاون
وفي اجتماع منفصل يوم الأحد، قال رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ للسيناتور داينز وعدد من كبار التنفيذيين الأمريكيين: “الصين والولايات المتحدة ستستفيدان من التعاون، وتخسران من المواجهة”.
وأضاف: “لا يمكن لأي دولة أن تُحقق التنمية والازدهار من خلال فرض الرسوم الجمركية”.
لقاءات مكثفة مع الشركات العالمية
شهدت الأسابيع الأخيرة نشاطًا مكثفًا من المسؤولين الصينيين، حيث عقدت وزارة التجارة عدة لقاءات مع عشرات المسؤولين التنفيذيين من شركات عالمية مثل:
إيرباص، بيبسيكو، بروكتر آند جامبل، وهانيويل، في محاولة لتعزيز الثقة في السوق الصينية.
انتقادات صينية لسياسات واشنطن التجارية
قال الخبير الصيني كونغ تشينغ جيانغ لصحيفة تشاينا ديلي، إن التدابير الأحادية مثل التعريفات والعقوبات الاقتصادية غالبًا ما تكون مخالفة لقواعد منظمة التجارة العالمية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تُعد أكثر الدول استخدامًا لهذه الإجراءات ضد خصومها وحلفائها على حد سواء، مثل كندا والاتحاد الأوروبي.
واشنطن تفرض تعريفات جديدة على حلفائها أيضًا
في الأول من فبراير، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية شاملة على وارداتها من كندا، المكسيك، والصين، تضمنت 25% على معظم السلع من كندا والمكسيك، و10% على واردات الطاقة من كندا، و10% على جميع السلع الصينية.
وفي مارس، أعلنت إدارة ترامب مضاعفة التعريفات الجمركية على جميع الواردات الصينية إلى 20%، بذريعة إساءة استخدام الفنتانيل.
مخالفة لالتزامات الجات ومنظمة التجارة العالمية
تُعد هذه الخطوات انتهاكًا لاتفاقية الجات 1994، التي تُلزم أعضاء منظمة التجارة العالمية بعدم رفع تعريفاتهم الجمركية، بل العمل على خفضها فقط.
كما تُخالف هذه الإجراءات الأمريكية التزاماتها الدولية، مما يُعزز المخاوف من تدهور النظام التجاري العالمي القائم على القواعد.