كيف تؤثر الحرب التجارية على الاستثمار العالمي في 2025؟
حذرت دراسة حديثة أعدتها مؤسسة “أوكسفورد إيكونوميكس” من أن تصاعد حالة عدم اليقين بشأن التجارة العالمية سيكون له تأثير سلبي كبير على النمو الاقتصادي، متوقعةً أن يؤدي ذلك إلى خفض الاستثمارات التجارية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بنسبة 2% خلال عام 2025، وفق ما نقلته شبكة “يورونيوز”.
تراجع في خطط الاستثمار بسبب تصاعد التوترات
وذكرت الدراسة أن الشركات في مختلف الاقتصادات الكبرى، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، تميل إلى تقليص خططها الاستثمارية نتيجة تزايد الضبابية بشأن السياسات التجارية، لا سيما في ظل التصعيد الجاري من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أسهم في إشعال حرب تجارية أوسع نطاقًا تؤثر على واردات الدول.
اقرأ أيضاً: المركزي الأوروبي: ترامب يجعل المناخ الاقتصادي أكثر اضطرابًا
تكاليف ضخمة على الاقتصاد العالمي
وبحسب التقرير، فإن عدم الاستقرار في السياسة التجارية من المتوقع أن يُكبّد الاقتصاد العالمي تكاليف باهظة، تعود بالدرجة الأولى إلى تراجع مستويات الاستثمار، الذي يُعد محركًا رئيسيًا للنمو في الاقتصادات المتقدمة والناشئة على حد سواء.
أربعة سيناريوهات لمستقبل الاقتصاد العالمي
تناول التقرير أربعة سيناريوهات مختلفة لقياس مدى تأثير استمرار حالة عدم اليقين التجاري على الاستثمارات، وبالتالي على الأداء العام للاقتصاد العالمي.
وقال كل من المستشار الاقتصادي الكبير مايكل سوندرز والخبير الاقتصادي الدكتور دانيال هارينبرج إن الاستثمار سجل تراجعًا ملحوظًا في عام 2025، مشيرين إلى انخفاض بنسبة 4% في الولايات المتحدة والصين، وحوالي 2% في منطقة اليورو والمملكة المتحدة.
اقرأ أيضاً: كيف تحاول الشركات الإفلات من الرسوم الجمركية المرتفعة لترامب؟
وفي عام 2023، بلغت مساهمة الاستثمار التجاري في الناتج المحلي الإجمالي نحو 22% في الصين، و15% في الولايات المتحدة، و12% في منطقة اليورو، و10% في المملكة المتحدة، بحسب بيانات التقرير.
وتوقعت الدراسة أن يؤدي هذا التراجع إلى تأثير كبير – وإن لم يكن كارثيًا – على نمو الناتج المحلي الإجمالي في تلك الدول.
الحرب التجارية والتعريفات الجمركية
وأوضح التقرير أن حالة عدم اليقين تتفاقم بفعل الارتفاع في التعريفات الجمركية، الأمر الذي قد يسهم في إبطاء وتيرة النمو الاقتصادي ورفع مستويات التضخم عالميًا.
وفي تصعيد جديد للتوتر التجاري، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 200% على بعض واردات الاتحاد الأوروبي، بينما أعلنت المفوضية الأوروبية استعدادها لاتخاذ إجراءات مضادة تشمل سلعًا أمريكية تُقدّر قيمتها بـ26 مليار يورو.
في السياق ذاته، يراقب البيت الأبيض عن كثب تطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمنافسة الرقمية، وقد ترد الولايات المتحدة حال فرض غرامات على شركات تكنولوجية أمريكية كبرى مثل “آبل” أو “ميتا”.
لماذا يُعرقل عدم اليقين التجاري استثمارات الشركات؟
وبحسب دراسة سابقة لـ”أوكسفورد إيكونوميكس”، فإن الضبابية التجارية قد تؤدي وحدها إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة 0.2% خلال الـ12 شهرًا القادمة، نتيجة تأثيرها المباشر على حجم الاستثمارات.
وخلصت الدراسة إلى أن الدول الصغيرة والأكثر انفتاحًا على التجارة ستكون الأكثر تأثرًا، مثل لوكسمبورج وسلوفاكيا وبلغاريا، حيث قد يسجل الناتج المحلي الإجمالي فيها انخفاضًا يتراوح بين 0.8% و1% خلال عامين.
أما على صعيد الاقتصادات الأوروبية الكبرى، فذكرت الدراسة أن بلجيكا وإيطاليا ستكونان من بين الدول الأكثر تضررًا من هذا الوضع.
مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.