إلى أين تتجه أسعار الذهب بعد انخفاضه عالمياً وتحسن مزاج السوق؟

تراجعت أسعار الذهب للجلسة الثالثة على التوالي، متأثرة بتحسن معنويات السوق بعد أنباء عن توجه الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية متبادلة تستهدف عددًا محدودًا فقط من شركائها التجاريين، بحسب ما نقلته منصة “FXStreet” الأمريكية.

سعر الذهب اليوم

سجل سعر الذهب الفوري تراجعًا بنسبة 0.67% ليصل إلى 3002 دولار للأوقية، مقتربًا من كسر الحاجز النفسي الهام البالغ 3000 دولار، وذلك في ظل ضغوط متزايدة من قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة.
أداء الأسواق الأمريكية وتأثير الدولار
تشهد بورصة وول ستريت تداولات إيجابية، بينما أدى صعود مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.20% إلى 104.35 نقطة إلى تقليص جاذبية الذهب كملاذ آمن. كما ساهم ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 8 نقاط أساس ليصل إلى 4.331% في تقليص الطلب على السبائك.
اقرأ أيضاً: سعر الذهب يواصل هبوطه وسط آمال السلام في أوكرانيا وتوقعات الفائدة
إدارة ترامب تستهدف شركاء تجاريين أقل
أفاد تقرير نشرته وكالة بلومبرغ بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعتزم فرض رسوم جمركية جديدة اعتبارًا من 2 أبريل، لكن هذه الرسوم لن تشمل جميع الدول، بل ستقتصر على ما يُعرف بـ”شركاء التجارة الخمسة عشر”، في خطوة تعكس توجهاً أقل تصعيدًا.
أكبر عجز تجاري أمريكي
وبحسب ما نشرته وول ستريت جورنال استنادًا إلى بيانات العام الماضي، فإن الولايات المتحدة تسجل أكبر عجز تجاري في السلع مع عدد من الشركاء الرئيسيين، من بينهم الصين، الاتحاد الأوروبي، المكسيك، فيتنام، تايوان، اليابان، كوريا الجنوبية، كندا، الهند، وتايلاند، إلى جانب دول أخرى مثل سويسرا، ماليزيا، إندونيسيا، كمبوديا وجنوب أفريقيا.
اقرأ أيضاً: مستثمرو الذهب يحافظون على توقعاتهم الصعودية رغم تراجعه نسبياً
مؤشرات اقتصادية متباينة
كشفت بيانات “ستاندرد آند بورز جلوبال” عن تباين أداء الاقتصاد الأمريكي، حيث أظهر مؤشر مديري المشتريات الصناعي الأولي لشهر مارس انكماشًا إلى 49.8 نقطة، منخفضًا من 52.7 نقطة، في حين ارتفع مؤشر قطاع الخدمات من 51.0 إلى 54.3 نقطة، متجاوزًا التوقعات البالغة 50.8.
يعكس هذا التباين استمرار ضعف القطاع الصناعي، بينما يحافظ قطاع الخدمات على زخمه الإيجابي.
ضغوط على الذهب
ارتفعت عوائد سندات الخزانة المحمية من التضخم لأجل 10 سنوات بنقطتين أساس إلى 1.980%، مما شكّل ضغطًا إضافيًا على الذهب، في ظل العلاقة العكسية بينهما. ويأتي ذلك بالتوازي مع استمرار الدولار في الصعود أمام سلة العملات الرئيسية.
خفض واحد للفائدة فقط
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوسيك، إنه يدعم خفضًا واحدًا فقط في أسعار الفائدة خلال العام الحالي، مرجحًا استمرار بقاء التضخم فوق المستوى المستهدف حتى عام 2027. وأضاف أن التضخم سيظل متقلبًا خلال الفترة المقبلة.
من جانبها، تُسعر الأسواق 62.5 نقطة أساس من التيسير النقدي في عام 2025، ما يعكس ترقبًا حذرًا لتحركات الفيدرالي المقبلة.
توقعات أسعار الذهب بين الدعم والمقاومة
يرى محللون أن الاتجاه الصاعد لأسعار الذهب لا يزال قائمًا رغم عمليات جني الأرباح الأخيرة. ويشيرون إلى أن هبوط الذهب دون مستوى 3,010 دولارات قد يدفعه لاختبار مستويات دعم رئيسية، أبرزها 2956 دولارًا (وهو أعلى مستوى سجله في 24 فبراير)، و2900 دولار، و2874 دولار (المتوسط المتحرك لـ50 يومًا).
أما في حال صمود الأسعار فوق 3000 دولار، فإن مستويات المقاومة المحتملة تشمل 3047 دولارًا (ذروة 21 مارس)، و3057 دولارًا (أعلى مستوى منذ بداية العام)، و3100 دولار (المستوى النفسي التالي عند المستثمرين).