تقارب أوروبي صيني محتمل وسط تصاعد التوتر مع واشنطن
في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام معادلة صعبة: إما الاصطفاف مع واشنطن أو السعي لتقارب حذر مع بكين. زيارة المفوض الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش إلى الصين نهاية مارس تحمل مؤشرات على تحولات استراتيجية محتملة في السياسة التجارية الأوروبية، وسط ضغوط داخلية وخارجية متزايدة.
زيارة رسمية وسط توترات متصاعدة
في أول زيارة له إلى الصين منذ توليه المنصب، يتوجه مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، إلى بكين يومي 27 و28 مارس لعقد لقاءات رفيعة المستوى مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ وعدد من الوزراء، في محاولة لإعادة تفعيل قنوات الحوار التجاري والدبلوماسي.
اقرأ أيضاً: الصين تحاول حماية اقتصادها في فترة ولاية ترامب الثانية
رسالة غير مباشرة إلى واشنطن
يرى خبراء أن هذه الزيارة تُشكل إشارة سياسية موجهة إلى الولايات المتحدة. وقال فيكتور كروشيه، الخبير في الشؤون الصينية بشركة “نيشيمورا وأساهي”، لشبكة يورونيوز: “كلما اشتدت الضغوط الأمريكية على الاتحاد الأوروبي، زادت رغبته في التقارب مع الصين”.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تستعد فيه واشنطن لفرض حزمة جديدة من الرسوم الجمركية في 2 أبريل، تشمل الألومنيوم والصلب، وهو ما قد يدفع بروكسل إلى البحث عن بدائل استراتيجية لتأمين مصالحها الاقتصادية.
تقارب ناعم.. ولكن بحذر
ورغم أن الصين هي الطرف الأكثر حاجة لهذا التقارب، بحسب أليشيا جارسيا هيريرو من مركز بروجل للأبحاث، فإن بكين لا تُظهر ذلك بوضوح، بينما يعاني الاتحاد الأوروبي من توازنات دقيقة في علاقته مع الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر الحرب التجارية على الاستثمار العالمي في 2025؟
وفي هذا السياق، تبدو الزيارة كفرصة لتهدئة التوترات التي خلفها فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا بنسبة 35% على السيارات الكهربائية الصينية، والتي تسببت سابقًا في تراجع العلاقات بين الطرفين.
قلق أوروبي من الطاقة الإنتاجية في الصين
أحد أبرز المخاوف الأوروبية يتمثل في الطاقة الإنتاجية الفائضة في الصين، التي تُهدد بإغراق السوق الأوروبية بعد تقلص الطلب المحلي الصيني بسبب أزمة قطاع العقارات.
وتشمل هذه الفوائض منتجات مثل الصلب، الأسمنت، الخشب، أجهزة الكمبيوتر، والمركبات الكهربائية، إلى جانب منتجات الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح.
وأكد كروشيه أن الاتحاد الأوروبي يسعى لدفع الصين نحو تبني نموذج اقتصادي جديد يعتمد على السوق المحلية بدلًا من التركيز على دعم الشركات الموجهة للتصدير.
تعزيز بيئة الأعمال الأوروبية في الصين
من أبرز الملفات المطروحة أيضًا رفع الحواجز أمام الشركات الأوروبية العاملة في الصين. إذ تواجه هذه الشركات صعوبات في نقل البيانات إلى مقارها خارج الصين بسبب القيود التي تفرضها إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية، ما يحدّ من قدرتها التنافسية والعمليات التشغيلية.
جذب الاستثمارات الصينية إلى أوروبا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات الصينية ضمن رؤية تقوم على فتح الأسواق الأوروبية “بشروط أوروبية”، وفقًا لساشا كورتيال من معهد “ديلور”.
وتتمثل هذه الشروط في توفير فرص عمل داخل الاتحاد ونقل التكنولوجيا، وهي الأسباب التي دفعت أوروبا للسماح بتصنيع السيارات الكهربائية الصينية على أراضيها.
مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.