السعودية تمنح روسيا وأوكرانيا فرصة جديدة للسلام
بتوجيه من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، استضافت المملكة، في جدة أمس، المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا، وذلك بحضور وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان.
ومثل الجانب الأمريكي في جلسة المحادثات وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، بينما مثل الجانب الأوكراني مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزير الخارجية أندري سيبيها، ووزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف.
نجاح المحادثات
أكد البيان الختامي المشترك «الأميركي-الأوكراني» على اتخاذت الولايات المتحدة وأوكرانيا خطوات مهمة نحو استعادة سلام دائم في أوكرانيا.
وأعربت أوكرانيا عن استعدادها لقبول المقترح الأميركي لتنفيذ وقف إطلاق نار فوري ومؤقت لمدة 30 يومًا، يمكن تمديده باتفاق متبادل بين الأطراف، ويخضع لموافقة وتنفيذ متزامن من قبل الاتحاد الروسي. وستبلغ الولايات المتحدة روسيا بأن التعاون الروسي هو المفتاح لتحقيق السلام.
وستقوم الولايات المتحدة على الفور برفع التجميد عن تبادل المعلومات الاستخباراتية واستئناف المساعدات الأمنية لأوكرانيا.
واتفقت الوفود على تسمية فرق التفاوض الخاصة بها والبدء فورًا في مفاوضات تهدف إلى تحقيق سلام دائم يضمن الأمن طويل الأمد لأوكرانيا.
كما التزمت الولايات المتحدة بمناقشة هذه المقترحات المحددة مع ممثلين عن روسيا.
وأكد الوفد الأوكراني أن الشركاء الأوروبيين يجب أن يكونوا جزءًا من عملية السلام. كما اتفق رئيسا البلدين على إبرام اتفاق شامل في أقرب وقت ممكن لتطوير الموارد المعدنية الحيوية لأوكرانيا، بهدف توسيع اقتصادها وضمان ازدهارها وأمنها على المدى الطويل.
محادثات السعودية الأهم
والمحادثات في المملكة العربية السعودية تعد الأكثر أهمية منذ المشادة الكلامية الصادمة في البيت الأبيض في 28 فبراير، عندما وبّخ ترمب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بسبب ما اعتبره نكرانا للجميل الأمريكي.
وزيلينسكي، الذي أرسل منذاك رسالة اعتذار إلى ترمب، سافر إلى جدة للقاء ولي العهد، وترك المحادثات مع الأمريكيين لثلاثة من كبار مساعديه.
زيارة زيلينسكي
استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في الديوان الملكي بقصر السلام في جدة، مساء الاثنين، الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
وعقد الطرفان جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث آخر المستجدات وتطورات الأزمة الأوكرانية.
وأكد ولي العهد حرص المملكة ودعمها كل المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة، والوصول إلى السلام.
بدوره، الرئيس الأوكراني عبر عن شكره للسعودية على الجهود التي تبذلها، ودورها المحوري في المنطقة والعالم.
كما عبر الرئيس زيلينسكي عن امتنانه لدعم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجهود السعودية من أجل التوصل إلى سلام في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي إن السعودية توفر منصة حاسمة للدبلوماسية، مؤكدا تقدير بلاده ذلك.
إلى ذلك، وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على رأس وفد أمريكي لإجراء محادثات مع أوكرانيا بشأن السلام، وإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات.
زيارة مرتقبة لترمب
قالت الخارجية الأمريكية، سابقا إن روبيو سيلتقي مسؤولين سعوديين خلال وجوده في جدة بين 10 و12 مارس الحالي، ويُجري محادثات مع الجانب الأوكراني، قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى السعودية بعد أسابيع.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، الذي سينضم إليه في المحادثات مستشار الأمن القومي لترمب مايك والتز، إن تعليق المساعدات لأوكرانيا «شيء آمل أن نتمكن من حلّه في محادثات الثلاثاء».
وأضاف الوزير الأمريكي: «نأمل أن يكون لدينا اجتماع جيد وأخبار جيدة لنبلغكم بها».
ومنذ المشادة بين ترمب وزيلينسكي، علّقت واشنطن المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وكذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية، والوصول إلى صور الأقمار الصناعية، في محاولة منها لإجبار كييف على الجلوس على طاولة المفاوضات.
ومذّاك، صعّدت موسكو من هجماتها وضربت بقوة البنية التحتية الأوكرانية، واستعادت قرى في منطقة كورسك الروسية التي سيطرت عليها أوكرانيا، في محاولة منها للحصول على ورقة مساومة في أي مفاوضات بين الطرفين.
وقال روبيو إن الولايات المتحدة لم تقطع المعلومات الاستخباراتية عن العمليات الدفاعية.
وغادر زيلينسكي البيت الأبيض دون التوقيع على اتفاق طالب به ترمب، ومن شأنه أن يمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى قدر كبير من الثروة المعدنية في أوكرانيا كتعويض عن إمدادات الأسلحة السابقة.
وقال زيلينسكي إنه لا يزال على استعداد للتوقيع، رغم أن روبيو قال إن الأمر لن يكون محور محادثات الثلاثاء.
والتقى روبيو ووالتز الشهر الماضي، أيضًا في المملكة العربية السعودية، نظراءهم الروس، مما أنهى ثلاث سنوات من تجميد الاتصالات الرفيعة المستوى التي فرضها الرئيس السابق جو بايدن بعد أن اندلعت الحرب الروسية – الأوكرانية.
استضافة السعودية للمحادثات امتداد لجهود المملكة لتعزيز الأمن والاستقرار الدولي.
تعكس تقدير أمريكا وأوكرانيا ولي العهد، ومكانة المملكة وثقلها ودورها المحوري على المستوى الدولي.
تعكس الثقة المتزايدة في قدرة المملكة على جمع كل الأطراف المعنية بالأزمة، لتقريب وجهات النظر بينهم، والتوصل إلى حلول سلمية.
تدعم المملكة جهود المجتمع الدولي الرامية لبحث السبل الكفيلة بحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية.
ترى المملكة أن الحوار هو السبيل الوحيد لإيجاد حل سلمي.
مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.