محادثات أمريكية إيرانية تعيد فتح باب التفاوض النووي
ظهر بصيص من الأمل في ختام أول جولة محادثات بين إيران والولايات المتحدة،حيث اختتمت إيران والولايات المتحدة أول جولة من المحادثات النووية غير المباشرة منذ عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وذلك في العاصمة العمانية مسقط، وجرت اللقاءات بحضور وزير الخارجية العماني.
وأسفرت هذه الجولة عن اتفاق مبدئي على عقد المزيد من اللقاءات الأسبوع المقبل، ما يُشير إلى رغبة الجانبين في اختبار فرص التوصل إلى تفاهم بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقد تحدث مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بشكل وجيز مع نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بحضور الجانب العماني، في أول تفاعل مباشر بين الطرفين منذ فترة طويلة. وأشارت وسائل إعلام رسمية في طهران إلى أن اللقاء دام أكثر من ساعتين، في مكان هادئ بضواحي مسقط، وسط إجراءات أمنية مشددة.
لغة حذرة
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن طهران منحت هذه الجولة «فرصة حقيقية وصادقة للدبلوماسية»، مشددًا على أن الهدف الإيراني هو «حماية المصالح الوطنية ورفع العقوبات». وأضاف أن المرحلة الحالية لا تتطلب الخوض في التفاصيل، وإنما تحديد مواقف أساسية تمهيدًا لجولات أكثر عمقًا لاحقًا.
من جهته، قال عباس عراقجي إن أي تقدم مرتبط بتوافر «إرادة كافية» لدى الطرفين، مشيرًا إلى أن المحادثات تركز فقط على القضية النووية، ولا تشمل ملفات أخرى.
أما الجانب الأمريكي، فقد تمسك بموقف أكثر صرامة. حيث نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن ويتكوف قوله إن المطلوب هو «تفكيك البرنامج النووي الإيراني»، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى إمكانية إيجاد «طرق أخرى للتسوية على الهامش»، ما يعكس مرونة مشروطة بإجراءات ملموسة من جانب طهران. التخصيب والعقوبات
وما يزال ملف تخصيب اليورانيوم في صلب الخلاف بين الطرفين. فبينما يسمح الاتفاق النووي لعام 2015 لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67 %، وتمتلك طهران اليوم مخزونًا مخصبًا بنسبة تصل إلى 60 %، ما يُقرّبها تقنيًا من مستوى تصنيع الأسلحة.
وبالمقابل، تسعى إيران إلى رفع العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل اقتصادها، إلا أن الولايات المتحدة تشترط خفض مستوى التخصيب وضمان عدم استخدام المواد في تصنيع سلاح نووي.
قراءة تحليلية
ويرى عدد من المحللين أن هذه الجولة، وإن كانت خطوة إيجابية، إلا أنها تُعبّر في جوهرها عن اختبار نوايا وليس انطلاقة فعلية نحو اتفاق جديد. ويشير بعضهم إلى أن إيران قد تستخدم المحادثات كوسيلة لكسب الوقت، بينما يحاول ترمب أن يُظهر نفسه كصانع سلام، خاصة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.
ويذهب محللون آخرون إلى أن الجانب الإيراني لن يقبل بتفكيك برنامجه النووي بالكامل، معتبرين أن مثل هذا التنازل سيُفسّر داخليًا كعلامة ضعف، وسيُضعف موقف القيادة الإيرانية أمام المؤسسات السيادية كالحرس الثوري.
في المقابل، يرى آخرون أن التهديد الأميركي باستخدام القوة قد يدفع طهران لتقديم تنازلات محدودة، خصوصًا مع تدهور الوضع الاقتصادي وازدياد الضغوط الداخلية.
نافذة ضيقة
ويرى الكثير أن المحادثات الأمريكية الإيرانية في مسقط فتحت نافذة ضيقة لاحتمال استئناف المسار الدبلوماسي المتوقف منذ سنوات. وبين سقف المطالب الأميركية وتمسّك طهران بحقها في التخصيب، يظل مسار التفاوض معقدًا ومفتوحًا على سيناريوهات متعددة، من العودة الجزئية للاتفاق السابق، إلى استمرار التصعيد، أو حتى اندلاع مواجهة محدودة في حال فشل الدبلوماسية.
لذا سيكون الأسبوع المقبل حاسمًا لاختبار ما إذا كانت هذه الجولة قد فتحت فعلًا طريق الحل، أم أنها مجرد خطوة تكتيكية في انتظار المواجهة القادمة.
أبرز النقاط حول المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران:
1. استئناف المحادثات النووية:
• جرت الجولة الأولى من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عمان.
• اتفق الطرفان على عقد جولة جديدة الأسبوع المقبل.
2. طبيعة المحادثات:
• المفاوضات كانت غير مباشرة، بوساطة وزير الخارجية العماني.
• تركزت المحادثات على البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.
3. موقف إيران:
• أكدت طهران أن هدفها هو حماية مصالحها الوطنية ورفع العقوبات.
• مسؤولون إيرانيون شددوا على أن تخصيب اليورانيوم سيستمر، ولن يتم التخلي عن البرنامج النووي بالكامل.
4. موقف الولايات المتحدة:
• إدارة ترمب تعتبر أن تفكيك البرنامج النووي بالكامل هو نقطة انطلاق المفاوضات.
• البيت الأبيض لوّح بإمكانية اللجوء إلى العمل العسكري في حال فشل المحادثات.
5. التحديات في التفاوض:
• إيران تمتلك حاليًا يورانيوم مخصب بنسبة %60، ما يجعلها على عتبة إنتاج سلاح نووي.
• الولايات المتحدة تواجه صعوبة في الضغط على إيران كما في السابق، نتيجة تعاونها الاقتصادي مع دول أخرى.
6. المخرجات المحتملة:
• لا توجد مؤشرات واضحة على اتفاق وشيك، وقد تكون هذه المحادثات مجرد تكتيك لكسب الوقت من كلا الطرفين.
• السيناريوهات المحتملة تشمل اتفاقًا نوويًا جزئيًا، أو تصعيدًا عسكريًا، أو استمرار الوضع الحالي دون اختراق.
7. دلالات التحرك الأمريكي:
• نشر قاذفات شبح أمريكية في جزيرة دييغو غارسيا يمثل رسالة ضغط قوية على إيران.
• رغم التهديدات، يسعى ترمب للحفاظ على صورته كصانع للسلام، ما قد يدفعه نحو صفقة نووية جديدة.
مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.