الجابون تنتخب رئيسا جديدا في أول اقتراع منذ انقلاب 2023
شهدت الجابون، وهي دولة تقع في غرب وسط إفريقيا، على ساحل المحيط الأطلسي أول انتخابات رئاسية منذ الانقلاب العسكري في أغسطس 2023، حيث توجه الناخبون لاختيار رئيس جديد في اقتراع يراه كثيرون اختبارًا لوعود الحكام العسكريين بالعودة إلى الحكم المدني.
ويُعد هذا التصويت مفصليًا في تاريخ البلاد، بعد الإطاحة بالرئيس السابق علي بونغو أونديمبا، وإنهاء أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة بونغو. ويتوقع مراقبون فوزًا سهلًا للرئيس المؤقت الجنرال برايس كلوتير أوليغي نغيما، الذي قاد الانقلاب ويأمل في تثبيت سلطته عبر ولاية رئاسية مدتها سبع سنوات.
عدد الناخبين
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين نحو 920 ألف ناخب، بينهم أكثر من 28 ألفًا في الخارج، موزعين على أكثر من 3 آلاف مركز اقتراع. ويعيش ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تحت خط الفقر، رغم الثروة النفطية الهائلة التي تتمتع بها البلاد.
رئيس مؤقت
واستلم الجنرال نغيما، القائد السابق للحرس الجمهوري، السلطة عقب الانقلاب ووعد حينها بـ«إعادة السلطة إلى المدنيين» من خلال انتخابات نزيهة. لكنه عيّن نفسه رئيسًا انتقاليًا، وأقر برلمان يقوده العسكريون قانونًا انتخابيًا جديدًا أثار الجدل، يسمح بمشاركة العسكريين في السباق الرئاسي.
ونغيما روج لنفسه كزعيم يوحد الجابونيين ويقود نهضة تنموية، واختار شعار «نبني معًا» لحملته. وجرى تعديل دستوري في نوفمبر الماضي يُحدد مدة الرئاسة بسبع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، ويمنع توريث المنصب بين أفراد العائلة، إضافة إلى إلغاء منصب رئيس الوزراء.
فيما لا يزال علي بونغو خارج المشهد السياسي، بعدما وُضع رهن الإقامة الجبرية ثم أُطلق سراحه لأسباب صحية، بينما اعتُقلت زوجته وابنه بتهم فساد واختلاس أموال عامة.
الشارع منقسم
ويتنافس إلى جانب نغيما ثمانية مرشحين، أبرزهم آلان كلود بيلي-باي-نزي، رئيس الوزراء السابق في عهد بونغو، الذي قدم نفسه كبديل مناهض للنظام القديم، ودعا إلى «استقلال سياسي واقتصادي جديد» يعيد رسم علاقة الجابون مع شركائها الدوليين.
وفي منطقة تخسر فيها فرنسا نفوذها تدريجيًا في مستعمراتها السابقة، تبقى الجابون واحدة من دولتين فقط تحتفظان بوجود عسكري فرنسي كما أن لغتها الرسمية هي الفرنسية. وعلى عكس نغيما، لمّح بيلي-باي-نزي إلى إمكانية إعادة التفاوض بشأن هذا الوجود، مؤكدًا أن «لا شيء محظور على الطاولة».
وتفاوتت آراء الناخبين في العاصمة ليبرفيل بين مؤيدين للجنرال نغيما ومعارضين له. وقال الناخب جوناس أوبيانغ إنه صوّت لبيلي-باي-نزي لأن «الانقلاب لم يكن سوى امتداد لأخطاء النظام السابق»، منتقدًا استمرار الفساد وتغلغل رموز بونغو في إدارة نغيما.
أما أنطوان نكيلي، خريج قانون عاطل عن العمل، فاعتبر أن «الجيش لم يحقق وعوده بإصلاح المؤسسات بل عزز سلطته فقط». على الجانب الآخر، رأى الناخب جان بيه أن نغيما «أنجز مشاريع طال انتظارها»، وأعرب عن أمله في استمرار هذه الإنجازات خلال الولاية المقبلة.
النتائج تحت المجهر
ورغم التأكيدات الرسمية أن الانتخابات ستكون «نزيهة وشفافة»، كما قالت المتحدثة باسم نغيما، لورانس ندونغ، إلا أن المعارضة أبدت شكوكًا حول مدى مصداقية العملية الانتخابية.
وتترقب الأوساط الإقليمية والدولية نتائج هذه الانتخابات، التي ستحدد مسار الجابون في مرحلة ما بعد الانقلاب، وتكشف ما إذا كانت البلاد على طريق انتقال حقيقي نحو الديمقراطية، أم نحو ترسيخ حكم العسكر.
مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.