سكان-كادوقلي-السودانية.-بين-الموت-بالجوع-أو-السلاح

سكان كادوقلي السودانية.. بين الموت بالجوع أو السلاح

تعيش مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، واحدة من أقسى فصول الحرب السودانية، إذ يتصاعد العنف وتتفاقم المجاعة، وسط حصار خانق وانعدام شبه كامل لمقومات الحياة، وفق شهادات نادرة حصلت عليها وكالة فرانس برس من داخل المدينة.

فبعد عامين ونصف عام من اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لم تعد كادوقلي تحتمل مزيدًا من الدمار، ففي الأسابيع الأخيرة، شهدت المدينة تصعيدًا خطيرًا في الهجمات، كان أعنفها غارة بطائرة مسيرة استهدفت يوم السبت، قاعدة لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وأسفرت عن مقتل 6 جنود من بنجلاديش.

حصار من كل الجهات

تقع كادوقلي جنوب الخرطوم، وسط جبال النوبة، وتسيطر عليها قوات الجيش السوداني، بينما تطوقها قوات الدعم السريع من مختلف الجهات، ولا يوجد سوى طريق واحد للخروج من المدينة، إما جنوبًا نحو دولة جنوب السودان أو شمالًا باتجاه مدينة الدلنج، التي تعاني بدورها حصارًا وجوعًا قاتلًا.

لكن هذا الطريق انقطع قبل نحو عام ونصف العام، بعد أن سيطرت عليه الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، الحليف لقوات الدعم السريع. ومع إغلاقه، أصبحت كادوقلي معزولة تمامًا عن بقية السودان.

وبحسب شهادات سكان، يتمركز مقاتلو الحركة على المرتفعات الشرقية المطلة على المدينة، إذ يمكن رؤيتهم بوضوح ومعهم مدفعيتهم الثقيلة، في مشهد يومي يزرع الرعب في نفوس المدنيين.

قصف عشوائي وخوف دائم

يصف سكان المدينة حياتهم بأنها انتظار دائم للموت، فالقصف المدفعي العنيف وهجمات الطائرات المسيرة لا تكاد تتوقف، فيما تتساقط القذائف الثقيلة عشوائيًا على الأحياء السكنية، ويرد الجيش على هذه الهجمات من حين إلى آخر، ما يحول المدينة إلى ساحة مفتوحة للنيران.

ويقول أحد السكان: “نعيش في خوف دائم، الجميع مجبرون على البقاء في منازلهم، القصف لا يميز بين هدف عسكري أو مدني، بل يطال حتى الأماكن التي لجأ إليها النازحون”.

إلى جانب خطر القصف، يواجه المدنيون تهديدًا آخر لا يقل فتكًا: الاتهام بالتجسس. فبحسب شهادات، يعيش الناس في خوف من أن يُتهموا بالتعاون مع أحد أطراف النزاع، وهو اتهام قد يقود إلى السجن أو الإعدام الفوري.

ويقول أحد السكان: “نحن لا نخشى الطائرات المسيرة فقط، ففي كثير من الأحيان نُتهم بالتجسس، وهذا يجعلنا معرضين للخطر طوال الوقت».

مجاعة بلا أفق

أعلنت الأمم المتحدة حالة المجاعة في كادوقلي، محذرة من تصعيد وحشي في الأوضاع الإنسانية. ومع الحصار، أصبحت الإمدادات القليلة التي تصل إلى المدينة تُهرب وتباع بأسعار باهظة تفوق قدرة معظم العائلات.

ويعاني السكان نقصًا حادًا في كل شيء، من الغذاء إلى الدواء، وتعتمد أغلبية العائلات على الذرة الرفيعة، وهي المحصول المحلي الأساسي، لكنه بات نادرًا.
ويحاول بعض السكان زراعة خضراوات بسيطة في أفنية منازلهم، فيما اضطر آخرون إلى البحث عن الطعام في الغابات أو التسول للبقاء على قيد الحياة.

وتروي إحدى الشهادات قصة مأساوية تلخص حجم الكارثة الإنسانية في المدينة، فقد توفي 4 أشقاء، تتراوح أعمارهم بين 4 و12 سنة، بعد تناولهم ثمار شجرة سامة، بعدما عجزوا عن العثور على أي طعام آخر.

يقول أحد السكان: “لم يكن أمامهم سوى ذلك، دُفنوا هنا في المقبرة، وستبقى ذكراهم محفورة في ذاكرتي ما حييت”.

مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *