مساعٍ أمريكية لإقناع روسيا
تأتي محادثة ترمب وبوتين في ظل مساعٍ أمريكية لإقناع روسيا بالتوقيع على مقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، الذي وافق عليه المسؤولون الأوكرانيون خلال محادثات قادها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في السعودية. مع ذلك، لا يزال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مترددًا في قبول الفكرة، مشيرًا إلى استمرار القصف الروسي، وغياب أي مؤشرات حقيقية إلى استعداد بوتين لإنهاء الحرب.
الرهانات الأمريكية
جعل ترمب إنهاء الصراع أولوية قصوى، حتى لو كان ذلك على حساب توتر العلاقات مع حلفاء واشنطن التقليديين، الذين يرون ضرورة تحميل بوتين مسؤولية الغزو. وقال ترمب للصحفيين: «الوضع في روسيا وأوكرانيا سيئ. ما يحدث هناك ليس جيدًا، لكننا سنحاول التوصل إلى اتفاق سلام ووقف إطلاق النار، وأعتقد أننا سننجح في ذلك».
وفي إطار الجهود التمهيدية، التقى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بوتين في موسكو الأسبوع الماضي، بينما عمل روبيو على إقناع المسؤولين الأوكرانيين بقبول خطة وقف إطلاق النار. وقد أعلن بوتين موافقته المبدئية على المقترح الأمريكي، لكنه اشترط ضمانات بعدم استغلال أوكرانيا الهدنة في إعادة تسليح نفسها. كما طالب بتخلي كييف عن الانضمام إلى حلف الناتو، وتقليص حجم جيشها، وحماية اللغة والثقافة الروسيتين، لضمان بقاء أوكرانيا ضمن نفوذ موسكو.
تقاسم الأصول والسيطرة
أكد ترمب أن المحادثات شملت مناقشة تقسيم بعض الأصول بين أوكرانيا وروسيا كجزء من اتفاق لإنهاء الصراع. وأشارت مصادر أمريكية إلى أن مصير محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الأكبر في أوروبا، كان جزءًا من المحادثات، في ظل القلق الدولي من مخاطر استمرار القتال في محيطها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت: «نحن أقرب إلى السلام أكثر من أي وقت مضى. الرئيس مصمم على تحقيقه».
تنازلات مفرطة
يرى مراقبون أن إستراتيجية ترمب قد تمنح بوتين نفوذًا إضافيًا في المفاوضات. وقال برادلي بومان، الخبير في الشؤون العسكرية والسياسية: «هناك خطر حقيقي في أن تؤدي التنازلات الأمريكية المتتالية إلى إضعاف الموقف التفاوضي لكييف، وربما تقود إلى تسوية غير عادلة».
وبعد لقاء متوتر بين ترمب وزيلينسكي بالبيت الأبيض، في 28 فبراير، أوقفت واشنطن المساعدات العسكرية لكييف مؤقتًا، قبل أن تستأنفها عقب موافقة أوكرانيا على خطة وقف إطلاق النار. بوتين يماطل
وفي خطابه المصور الأخير، شكك زيلينسكي في نيات بوتين، قائلا: «بعد ثلاث سنوات من الحرب، أصبح من الواضح أن بوتين هو الذي يواصل إطالة أمدها».
تقييم الموقف
يركز ترمب في تعامله مع الأزمة على مسألة النفوذ العسكري، مشيرًا إلى أن بوتين يملك الأوراق «الأقوى». وفي تصريح أثار جدلًا، قال إن القوات الأوكرانية «محاصرة» في منطقة كورسك الروسية، مستشهدًا بمزاعم روسية نفتها كييف. ختام المحادثات
مع استمرار الجهود الدبلوماسية، يبقى السؤال حول مدى استعداد روسيا للالتزام بوقف إطلاق النار، وما إذا كانت خطة ترمب ستنجح في تحقيق السلام أم أنها ستؤدي إلى فرض واقع جديد يعزز من نفوذ موسكو على حساب كييف؟
مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.