40 جهة ترسم ملامح «المجتمع الشامل» لذوي الإعاقة بالدمام

شهدت جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تكتلاً مؤسسياً ضمن 40 جهة حكومية وأهلية وغير ربحية وذلك لرسم ملامح «المجتمع الشامل» لذوي الإعاقة، في حراك جماعي يهدف إلى هندسة خارطة طريق موحدة تضمن تكافؤ الفرص وجودة الحياة لهذه الفئة، وذلك خلال انطلاق فعاليات المعرض والملتقى السنوي 2025.

ودشن رئيس الجامعة الدكتور فهد الحربي هذا التجمع الذي نجح في تحويل الحرم الجامعي إلى منصة وطنية جامعة، تصهر جهود القطاعات المختلفة في بوتقة واحدة، لتقديم نموذج عملي قابل للتطبيق لدمج ذوي الإعاقة في النسيج الاجتماعي والأكاديمي والمهني.

تخصصات العمل بالشراكات الاستراتيجية

وعكس تواجد 40 جهة مشاركة في بهو العمادات المساندة حجم الإيمان المؤسسي بضرورة الانتقال من العمل الفردي إلى الشراكات الاستراتيجية، حيث تنوعت تخصصات الجهات الحاضرة بين الرعاية الصحية، والتأهيل المهني، والتقنيات المساعدة، والجمعيات الخيرية المتخصصة مثل «إيفاء» و«شمعة التوحد» و«همة».

أوضح الدكتور عاصم الأنصاري، نائب رئيس الجامعة، أن هذا التحالف الواسع يأتي استجابة للتوجهات الوطنية والتشريعات الجديدة لنظام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكداً أن الجامعة سخرت كافة إمكاناتها لتكون نقطة الارتكاز التي تنطلق منها المبادرات النوعية لخدمة المنطقة الشرقية.
وترجمت الجامعة هذا الزخم المؤسسي إلى أرقام ملموسة، كاشفة عن استفادة أكثر من 5000 شخص من الأنشطة والخدمات التي قدمتها عبر أكثر من 100 فعالية سابقة، ليتوج هذا المعرض الجهود السابقة ويفتح آفاقاً أوسع لزيادة عدد المستفيدين عبر الشركاء الجدد.

جلسات حوارية ومناقشة فرص التوظيف

وتجاوزت الجهات الأربعون المشاركة الأدوار التقليدية، حيث قدمت حلولاً مبتكرة شملت أركانًا للغوص العلاجي بالتعاون مع مراكز متخصصة، وتقنيات حديثة في لغة الإشارة وطريقة برايل، إضافة إلى استعراض فرص التوظيف في سوق العمل الرقمي عبر مؤسسات تأهيلية رائدة.
وناقش ممثلو الجهات المشاركة عبر 6 جلسات حوارية معمقة التحديات الراهنة، بدءاً من الصحة النفسية للأسر، وصولاً إلى التمكين الوظيفي، في محاولة لسد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل الدامج.
وأضفت المشاركة الرياضية لنادي الاتفاق وكليات الجامعة بعداً حيوياً للحدث، مؤكدة أن مفهوم «المجتمع الشامل» لا يكتمل إلا بالدمج الرياضي والترفيهي، الذي يكسر العزلة الاجتماعية ويعزز الصحة البدنية والنفسية للمستفيدين.
واختتمت الفعاليات برسالة واضحة مفادها أن الشراكة بين ال 40 جهة ليست حدثاً عابراً، بل تأسيس لمنظومة مستدامة تجعل من الدمام نموذجاً للمدن الصديقة والداعية لذوي الإعاقة، مدعومة ببيئة تشريعية وأكاديمية محفزة.