د. طلال المالكي في حوار لـ “اليوم”: 300 ألف ممارس صحي و40 ألف سرير لضمان حج آمن
- الرئيس التنفيذي لتجمع الطائف الصحي يكشف تفاصيل الخطة التشغيلية للموسم:
- تكامل 5 تجمعات صحية بالمنطقة الغربية وأسطول يضم 2000 سيارة إسعاف لخدمة ضيوف الرحمن.
- وداعاً للمركزية.. «الصحة القابضة» نقلت الخدمة من الإدارة التقليدية إلى شبكة رعاية متكاملة.
- توسع في «الجراحات الميدانية» وتعميم نموذج «الطبيب المتنقل» وسط الحشود.
- «الطب الافتراضي» يغير المعادلة: نصل للمريض قبل أن يطلب المساعدة.. وهذه قصة الحاج المصاب بالذبحة.
كشف الرئيس التنفيذي للتجمع الصحي بمدينة الطائف، الدكتور طلال المالكي، عن ملامح النقلة النوعية الكبرى التي يشهدها القطاع الصحي في المملكة تزامناً مع موسم الحج.
وأكد أن تأسيس «شركة الصحة القابضة» وتكامل التجمعات الصحية الخمسة في المنطقة الغربية أحدث تغييراً جذرياً في منهجية الرعاية المقدمة لضيوف الرحمن، معتمداً على منظومة رقمية وميدانية متطورة تضم أكثر من 300 ألف ممارس صحي وإداري، و40 ألف سرير، وأسطولاً يتجاوز 2000 سيارة إسعاف، لضمان موسم حج آمن وخالٍ من الأوبئة.
وأوضح الدكتور المالكي في حوار مع ”اليوم“ أن النموذج التشغيلي للخدمات الصحية انتقل من
الدكتور طلال المالكي
الإدارة التقليدية عبر المديريات إلى منظومة «التجمعات الصحية» المتكاملة، حيث تتضافر جهود تجمعات مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، والطائف لنسج شبكة رعاية موحدة، مدعومة بإسناد لوجستي وبشري من 15 تجمعاً صحياً موزعة على مختلف مناطق المملكة، مما رفع كفاءة الأداء وسرعة الاستجابة للحالات الطارئة إلى مستويات قياسية..
واستعرض الرئيس التنفيذي خطة التوسع في «الطب الميداني» لهذا الموسم، والتي تعتمد على نشر فرق التدخل الجراحي العاجل في الميدان، وتطبيق نموذج «الطبيب المتنقل» الذي يحمل تجهيزات إسعافية متكاملة وسط الحشود لمباشرة الحالات فورياً، وهي استراتيجية أثبتت فاعليتها في تقليل المضاعفات وتخفيف الضغط على المستشفيات المرجعية. إلى نص الحوار:
دعنا نبدأ من التحول الاستراتيجي الأبرز.. كيف غير تأسيس «شركة الصحة القابضة» معادلة الخدمة الصحية المقدمة لضيوف الرحمن؟
هذا هو حجر الزاوية في التغيير الذي نعيشه. في الماضي، كانت الخدمات تدار بنمط تقليدي ومركزي عبر مديريات الشؤون الصحية، معتمدة بشكل أساسي على المستشفيات الثابتة في مكة والمشاعر. اليوم، المشهد اختلف جذرياً؛ فمع تأسيس ”شركة الصحة القابضة“ وتفعيل أذرعها التنفيذية، انتقلنا إلى مفهوم ”التكامل“.
الدكتور طلال المالكي
نتحدث الآن عن منظومة موحدة تضم خمسة تجمعات صحية في المنطقة الغربية «مكة، المدينة، جدة، الطائف»، تعمل كجسد واحد، وتتلقى دعماً لوجستياً وبشرياً من 15 تجمعاً صحياً موزعة على باقي مناطق المملكة. هذا النموذج الجديد رفع كفاءة الأداء، وسرّع من الاستجابة للحالات الطارئة بشكل لم نعهده من قبل.
الإمكانيات في أرقام
لغة الأرقام هي الأصدق دائماً في قياس حجم الاستعدادات.. هل يمكنكم وضع القارئ في صورة الإمكانات المرصودة لهذا الموسم؟
نحن نتحدث عن جيش صحي متكامل يعمل تحت مظلة الشركة القابضة لضمان الجاهزية القصوى. الأرقام هنا تعكس ضخامة المسؤولية: لدينا أكثر من 300 ألف ممارس صحي وإداري، مدعومين بأسطول يتجاوز 2000 سيارة إسعاف، وطاقة استيعابية تفوق 40 ألف سرير، بالإضافة إلى شبكة واسعة من مراكز الرعاية الأولية التي تزيد عن 2000 مركز. هذه الإمكانات لا تعمل فقط خلال أيام الحج، بل هي في حالة جاهزية طوال العام لخدمة المعتمرين والحجاج.
المراقبون وصفوا موسم الحج الماضي بأنه ”الأنجح“ منذ عقود.. برأيكم، ما هي ”الوصفة“ التي قادت لهذا التميز؟
أتفق تماماً مع هذا الوصف، فموسم العام الماضي كان بالفعل من أفضل المواسم خلال الـ 50 عاماً الماضية بشهادة الجميع في الداخل والخارج.
السر يكمن في ”التناغم والتكامل“. لم تعمل الصحة بمعزل عن الآخرين، بل كانت هناك شراكة فعالة وحقيقية بين وزارة الصحة، وزارة الحج والعمرة، الأمن العام، والنقل. هذا التناغم أنتج نموذجاً تطبيقياً لرؤية المملكة 2030 التي تضع ”تجربة المستفيد“ وراحته فوق كل اعتبار. نجاح الموسم الماضي لم يكن نهاية المطاف، بل هو الأساس الذي سنبني عليه نجاحات هذا العام بإذن الله.
الجديد في موسم الحج
عطفاً على هذا النجاح.. ما الجديد الذي يحمله هذا الموسم في جعبته؟ وما هي أبرز ملامح التطوير؟
عنوان هذا الموسم هو ”الوصول إلى الحاج أينما كان“. سنشهد توسعاً كبيراً في التنسيق بين التجمعات الخمسة في المنطقة الغربية لتغطية كافة النقاط: عرفة، منى، مزدلفة، مقار الإقامة بمكة، المدينة المنورة، وحتى الطرق الرابطة بينها. والتطور الأبرز هو الاعتماد المتزايد على ”الطب الافتراضي“.
لقد تجاوزنا مرحلة انتظار المريض ليأتي إلينا؛ نحن نصل إليه تقنياً.
ولدينا قصة ملهمة من العام الماضي لشاب تعرض لذبحة صدرية، وبفضل المراقبة الطبية الافتراضية الدقيقة، تمكنا من متابعة حالته لحظياً واستطاع إكمال مناسكه بسلام دون الحاجة لنقله وإخراجه من المشاعر.
تقنيات جديدة بالطب الميداني
”الطب الميداني“ يعتبر خط الدفاع الأول.. هل سنشهد تقنيات أو تكتيكات طبية جديدة في الميدان هذا العام؟
بكل تأكيد. الخطة هذا العام تعتمد على استراتيجية الهجوم بدلاً من الدفاع، وذلك عبر نشر فرق ”التدخل الجراحي العاجل“ في الميدان مباشرة، وتعزيز نقاط الكشف السريع في أماكن التمركز.
كما نركز بشكل مكثف على الجانب الوقائي، وتحديداً فيما يخص التعامل مع الإجهاد الحراري وضربات الشمس. العام الماضي نجحنا بفضل التوعية والتدخل المبكر في خفض الإصابات الحرارية من الآلاف إلى المئات فقط، وهذا مؤشر سنعمل على تعزيزه بقوة.
ذكرتم مصطلح ”الطبيب المتنقل“ كأحد تجارب النجاح.. هل سيستمر العمل به؟
نعم، وبنطاق أوسع، تجربة ”الطبيب المتنقل“ أثبتت فاعلية مذهلة في اختصار الوقت وإنقاذ الأرواح. الفكرة ببساطة هي وجود طبيب مجهز بحقيبة إسعاف متكاملة يتوغل وسط الحشود، يباشر الحالات فورياً ويقدم الإسعافات الأولية، ثم يقرر ما إذا كانت الحالة تستدعي النقل عبر الفرق المتحركة. هذه الاستراتيجية خففت الضغط بشكل كبير على المستشفيات وقللت من المضاعفات الصحية للحجاج.
خطة الانتشار
كيف تضمنون تغطية هذه المساحات الجغرافية الشاسعة ومعابر الحجاج؟
لدينا خطة انتشار دقيقة تعمل على مستويين:
الأول: المستشفيات المتقدمة المجهزة للعمليات الكبرى والمعقدة مثل جراحات القلب المفتوح والقسطرة.
الثاني: شبكة من المراكز الطبية الثابتة والمتحركة التي تمتد كحزام صحي من الطائف ورنية وصولاً إلى مكة والمدينة والمشاعر. ولا ننسى الرصد الاستباقي؛ فنحن نراقب الحاج منذ لحظة وصوله، حيث تمر الحافلات بمسارات متابعة صحية تبدأ قبل الميقات، للتأكد من خلو الركاب من الأوبئة أو رصد أي حالات مزمنة غير مستقرة قبل وصولهم لمقار سكنهم.
في ختام هذا الحوار.. ما هي المسطرة التي تقيسون عليها نجاح الموسم الصحي؟
لدينا مؤشرات أداء صارمة ودقيقة لا نحيد عنها، وتتلخص في أربعة محاور:
تحقيق أعلى درجات الراحة للمستفيد وتحسين تجربته منذ الدخول وحتى المغادرة.
الأمن الصحي المتمثل في منع انتشار الأوبئة والأمراض المستوطنة.
خفض معدلات الوفيات إلى أدنى مستوى، خاصة بين الفئات الخطرة وكبار السن.
تقليل الضغط التشغيلي على المستشفيات وثلاجات الوفيات. هذه المؤشرات شهدت قفزات إيجابية العام الماضي، ونحن عازمون – بتوفيق الله – على تحقيق أرقام قياسية جديدة هذا العام.
كلمة أخيرة لضيوف الرحمن وللكوادر العاملة؟
رسالتنا واضحة: خدمة الحاج شرف لا يضاهيه شرف، ومسؤولية وطنية ودينية عظيمة.
نحن في التجمعات الصحية، وبدعم من قيادتنا الرشيدة، مستمرون في تسخير كل الإمكانات لرفع جودة الخدمات، لنعكس الصورة المشرفة للمملكة ودورها التاريخي في رعاية ضيوف الرحمن.
مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
