تحديات-السياحة-الفضائية.-هل-يصبح-السفر-إلى-الفضاء-متاحاً-للجميع؟

تحديات السياحة الفضائية.. هل يصبح السفر إلى الفضاء متاحاً للجميع؟

أكد الباحث في برنامج علوم الفلك والفضاء الإثرائي بجامعة الملك عبدالعزيز، إبراهيم الأسمري، أن الفضاء الخارجي لم يعد مجالاً مقصوراً على رواد الفضاء والعلماء المتخصصين، بل أصبح يمثل حلماً مشروعاً وممكناً للأفراد العاديين بفضل التطور المتسارع في قطاع السياحة الفضائية.

وأوضح أن هذه الصناعة الناشئة، التي تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة وروح المغامرة، تتيح للإنسان العادي اليوم فرصة خوض تجربة استثنائية تتجاوز حدود كوكب الأرض.

إبراهيم الأسمري

خيال علمي

أشار الأسمري إلى أن التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل جعل من الممكن تحقيق ما كان يُعتبر في الماضي مجرد خيال علمي، مثل مشاهدة منحنى كوكب الأرض من الفضاء أو اختبار شعور انعدام الجاذبية.
وبيّن أن البداية الحقيقية للسياحة الفضائية تعود إلى عام 2001، مع رحلة الملياردير الأمريكي دينيس تيتو الذي أصبح أول سائح فضائي في التاريخ.
ووصف رحلة تيتو إلى محطة الفضاء الدولية، التي كلّفته 20 مليون دولار، بأنها شكلت ”نقطة تحول“، حيث أثبتت أن السفر إلى الفضاء لم يعد حكراً على الحكومات أو الباحثين فقط.
وأضاف أن هذه الخطوة الرائدة شجعت الشركات الخاصة على الاستثمار وتطوير رحلات فضائية تجارية، مما فتح الباب أمام عدد أكبر من الأشخاص لتحقيق حلم الوصول إلى الفضاء.

تجربة مُكلفة

فيما يتعلق بتكاليف هذه التجربة الفريدة، أقر الأسمري بأن السياحة الفضائية لا تزال باهظة الثمن في الوقت الحالي.
وأوضح أن تكلفة الرحلات شبه المدارية، التي تسمح للمسافرين بتجربة انعدام الجاذبية لبضع دقائق ورؤية الأرض من الفضاء، تصل إلى حوالي 208,000 دولار. أما الرحلات المدارية الأطول أو السفر إلى محطة الفضاء الدولية أو حتى القمر، فتتطلب ميزانيات تقدر بملايين الدولارات.
ورغم ذلك، أعرب الأسمري عن توقعه بأن تشهد هذه الأسعار انخفاضاً تدريجياً مع استمرار تطور التكنولوجيا ونضج الصناعة، مما قد يجعل السياحة الفضائية في متناول شريحة أوسع من الناس مستقبلاً.

أنواع الرحلات

استعرض الباحث أنواع الرحلات الفضائية السياحية المتاحة، مشيراً إلى أن الرحلات شبه المدارية توصل الركاب إلى ارتفاع يقارب 100 كيلومتر فوق سطح الأرض للاستمتاع بلحظات انعدام الجاذبية ومنظر الأرض الفريد.
أما الرحلات المدارية، فهي تأخذ المسافرين إلى الفضاء للدوران حول الأرض في تجربة أطول وأكثر تعقيداً. كما أصبحت زيارة محطة الفضاء الدولية خياراً متاحاً لبعض السياح، وإن كان يتطلب تقنيات متقدمة لضمان السلامة.
وتطرق الأسمري للرحلات الأكثر طموحاً، واصفاً السفر إلى القمر بأنه ”حلم كبير“ لا يقتصر على السياحة بل يفتح آفاقاً علمية قد تدعم إقامة مستعمرات بشرية. أما رحلات المريخ، فرغم كونها الأكثر تحدياً بسبب المسافة الطويلة «6-9 أشهر»، إلا أنها تظل هدفاً ملهماً للشركات الرائدة الساعية لتأسيس وجود بشري هناك.

دور محوري

أشاد بالدور المحوري الذي تلعبه الشركات الخاصة مثل ”SpaceX“ و”Blue Origin“، مؤكداً أنها أحدثت ثورة حقيقية في مجال السياحة الفضائية من خلال تقديم رحلات تجارية توفر تجارب مدهشة للأفراد غير المتخصصين.
ولفت إلى وجود رحلات خاصة مصممة للطلاب والباحثين، تتيح لهم فرصاً قيمة لإجراء التجارب العلمية في بيئة الفضاء، مما يساهم في تعزيز الابتكار ودعم الاكتشافات العلمية.
وعلى الرغم من هذا التقدم، نبه الأسمري إلى أن السياحة الفضائية لا تزال تواجه تحديات كبيرة، أبرزها التكلفة العالية التي تحد من إتاحتها لعامة الناس، بالإضافة إلى قضايا السلامة المعقدة المرتبطة بالبيئة الفضائية القاسية.

تقنيات متقدمة

شدد على الحاجة الماسة لتقنيات متقدمة تضمن قدرة المركبات الفضائية على تحمل ظروف انعدام الجاذبية والتغيرات المناخية الفضائية المفاجئة، مؤكداً أن هذه العقبات لن توقف مسيرة تطور هذا القطاع الواعد.
واختتم الباحث الأسمري حديثه بنبرة متفائلة حول مستقبل السياحة الفضائية، معرباً عن أمله في أن يصبح السفر إلى الفضاء يوماً ما متاحاً للجميع، وليس فقط للأثرياء أو العلماء.
وأضاف أن هذه الصناعة لا تمثل مجرد مرحلة جديدة في استكشاف الكون، بل هي أيضاً فرصة للإنسان للتأمل في عظمة الخلق، مما يضفي عليها بعداً إنسانياً وفلسفياً عميقاً، إلى جانب كونها مغامرة علمية وتكنولوجية شيقة.

مكة بوست ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *